صراحة نيوز – بقلم سهير جرادات
في ظل غياب بعض الرموز من أصحاب الشأن عن الساحة السياسية في الأيام الأخيرة ، يتوجب علينا التساؤل عن سبب غيابهم ، لتأتي الاجابة الصادمة وغير المتوقعة : كعبهم عالٍ!!..
نعم ، الواحد منهم عندما يعلو كعبه ، يشكل خطرا أو قلقا، الامر الذي يوجب تحجيمه ،بعد أن شعر أنه ارتفع عن الأرض لدرجة الضخامة في حجمه مقابل الآخرين ، وأصبح مع الأيام يرى جميع من على الأرض بحجم أصغر من حجمهم الطبيعي .
“عندما يعلو الكعب ، يتوجب التحجيم ” ، بحسب آراء صانعي الكعوب العالية ، وصانعي النجوم والرموز التي تمثل منطقة أو جهة، أو فئة، أو أقلية أوحزبية، أو نقابية أو مهنية ، والذين يتم اختيارهم بعناية، أو بالصدفة، أو بالتزكية، أولشخصياتهم التي تتناسب مع القيام بمهام وادوار ينفذونها دون أي استفسار ، وما عليهم سوى الجرأة في تحديد المقابل من التنفيذ .
الواحد قبل أن يعلو كعبه ، كان انسانا عاديا الى أن تم منحه المال والجاه والقوة ، ليصبح من اصحاب السلطة والكلمة المسموعة، حتى اصابه الغرور بعد أن صار يتمتع بالقوة والجاه ويحاط بالاتباع ، ونسي أصله وكيف كان ، فأخذته العزة بالاثم ، وبدأ “يبعبع” فأغضب اسياده ، الذين بدورهم يقررون وضعه على الرف وتقزيم حجمه بعد أن تطاول عليهم، فيجردوه من القوة التي منحوه إياها، ليعود الى حجمه الطبيعي ، وبذلك يتم تلقينه درسا لا ينساه هو وأبناؤه واتباعه ومن في مثل حالته .
وهكذا يتم ترك أو ركن صاحب الكعب العالي على الرف إلى حين احتياجه ، ثم يعودون مرة أخرى لاستخدامه واعادته الى الواجهة وتحت الاضواء ، بعد أن يكون قد فهم الدرس القاسي الذي لقنوه إياه.
على كل من يقبل أن يكون من اتباع الكعب العالي ، عليه أن يدرك ويكون على يقين بأن لا يتجاوز علو الكعب الذي حدد له ، وأن لا يتجاوز المسافة المسموح بها ، ليبقى صاحب حظوة ، ولا يتم إقصاؤه أو تجميده وتحجيمه أمام قاعدته التي التفت حوله لقوته أو لسلطته أو لماله الذي هو بالاصل ليس ماله ، حتى بدأت تتعالى بعض أصوات هؤلاء من اصحاب الكعوب ، انهم بعد وقف الامدادات اضطروا إلى الانفاق من جيوبهم على قواعدهم الجماهيرية ، ولكن من الصعب الاستمرار على هذه الحال ، ورأينا بعضهم ، كيف بعد أعوام طويلة من السيطرة وفرض اسمهم واسم عائلتهم ممثلين عن منطقة جغرافية ، فجأة وبعد أكثر من ثلاثة عقود يصدر قرار بوأدهم وعائلتهم ، لإظهار عائلة اخرى من المنطقة نفسها لتحل محلها.
إن ما يلفت، أن أصحاب الكعب العالي يتم مدهم بالاموال لمنحهم السلطة والقوة التي تمكنهم من استثمار الاموال التي اعطيت لهم بالعلن ،بعيدا عن الاسم الحقيقي للمالك ، حتى وصلت ببعض اصحاب هذه الكعوب العالية أنها باتت تعجز عن إدامة منازلها وتسيير أمور حياتها اليومية ، فيعود مثل هؤلاء الى