صراحة نيوز – بقلم العقيد الركن محمد عبد الكريم الشعلان
من باب خدمتي في القوات المسلحة الأردنية، جمعت، كما كبيرا جدا، من الضباط ورفقاء السلاح، الذين افنوا أعمارهم، في خدمة هذا الوطن. ولو فرغت نفسي سنوات طوال، لقدمت للناس، ما لايعرفوه، عن خدمة الجندي وراء جدار المعسكر،لآلاف الأسماء، ومن الأسماء التي ثبتت في رأسي، اسم يوسف العيسوي، الذي كان ضابطا منتظما ، حريصا على الوطن والواجب، في القيادة العامة .
وجاءت ثقة سيد البلاد بوضعه أمينا عاما للديوان .. كاختيار ملكي، توظيفا ، ولن أقول تقديرا فقط، لجهوده وخبراته الواسعة الإدارية، وكانت السنوات تمر على هذا الرجل، دون أن ترهقه – نتمنى له استمرار الصحة – دون أن تشعره بأنه العمر يمضي، أو تخطى الخمسين أو الستين، وكأني ما زلت أرى العيسوي متدربا يركض في الرياضة الصباحية في الميدان .
مثلي مثل غيري، كنت أرى بصفحات الصحف الورقية أو الالكترونية، خبرا عن مهماته للديوان الملكي، من الشمال للجنوب، من تبرع ملكي لقرية حضارية، الى سكان، فكان العين النقية … والعين المراقبة، والناصح الأمين.. لأهم مؤسسة في الوطن وهي الديوان الملكي، ولطالما قلت الحمد لله .. أن مازال هذا الجندي في عزيمته.ولا يخفى على متابع حجم الضغط والإرهاق الذي يتعرض له الرجل .. في السنوات الأخيرة لكثرة المهام وحرص الديوان الملكي على إتمام المشاريع بوقتها.
ولقد كان هذا الضابط كما سمعت عنه، وشاهدته في القيادة العامة للقوات المسلحة، يحافظ على عدد الأوراق في ماعون الورق، وكما ذاع هذا الصيت عنه. دون إسراف أو تبذير، وحرصا على المال العسكري، وقد سمعت أن قلم الحبر كان لا يرمى حتى ينفذ حبره ،وكثيرا من القصص التي قيلت عنه وبإمكانكم سؤال رفقاء السلاح، وأبناء الديوان الملكي …
كل هذا لم نكن ننتظر أن نقرا شكرا عليه، لان الأعين اعتادت أن تغمض عن العاملين والمجتهدين والذين، ينتقلون باليوم عشرات المرات، لأجل الوطن والمواطن، ولعلنا نرى دوما الحرفية والإتقان بكل ، عمل تقدمه مؤسسة الديوان التي باتت ملجأ المواطن، والفقراء من المحافظات المهشمة، وظيفة العيسوي بها مركزية ومهما وفاعلة وتحتاج إلى طاقم كبير يقوم به شخص.
ومع كل ذلك، أغمضوا أعينهم عن الشكر ونثروا أحبار أقلامهم ضد هذا الرجل، تقويلا، وتأويلا وتحريفا، بصور منقوصة ، وكأن شارع يقام لأول مرة بعمان.. وكان مسؤولا من الدرجة الأولى يسكن لأول مرة في خلدا أو في دابوق، وهو الذي افنى عمره جنديا وضابطا. وإداريا … وكأن البيوت الجيدة محرمة على أبناء الجيش وأصحاب الوظائف العلية .تركت كل حسناته ونظر إلى بيت يقيمه آخر العمر والتعب والجهد، من بين آلاف البيوت التي تبنى سنويا.
اسمعوا لي جيدا هذا الرجل عرفت الشمس وجهه. وحفظ الفقراء ، كلامه وكان رسولا أمينا لمشاريع سيدنا .. في البلاد، انظروا إلى جهوده وخدمته . واحكموا بالعدل والإنصاف … كتبوا كلمة شكر بدل التأويل والتحريض، والتحريف، والمبالغة … وكان صفحات الفيس بوك أصبحت مشانق للمخلصين والعاملين … ويتزامن هذا مع استهجان المجتمع السياسي لقانون الجرائم الالكترونية … وكان حرية التعبير أصبت هدفا للجالسين وراء الظل، ونعيم المكيف … وأمام النارجيلة والبوشار .. والقلم الناقد ذو العين الواحدة .
اللهم أبعدنا وجنبنا كلام الدهماء …