كلينتون طلب …. وبوتين اعطى..!
دقوا عالخشب..!

8 نوفمبر 2021
كلينتون طلب …. وبوتين اعطى..!<br>دقوا عالخشب..!

صراحة نيوز  – بقلم ايمان عكور


 
عندما وجهت اليه الدعوة ..احتار بيل كلينتون ماذا يرتدي ربطة عنقه الحمراء المشهورة وبدلته السوداء .. ام الربطة الزرقاء ذات الرسوم البيضاء مع البدلة الرمادية الداكنة..ام يكتفي بمظهر casual  كي لا يبدو وانه العريس ..!

لطالما تمنى كلينتون ان يتم دعوته للمشاركة بمثل هذا الحفل ليضاف الى قائمة المناسبات العديدة التي شارك بها خلال عمله وحتى بعد مغادرته سدة الرئاسة.. كان يقرأ عن تلك المناسبات ويشعر بالغيرة من المسؤولين في بلدنا الذين لا يكادون يخرجون من جاهة الا ويتوجهون الى الثانية ، طبعا بعد استراحة قصيرة يغيرون فيها الربطة او البدلة او الاثنين معا ( علشان مش حلو للصورة) ..!

كان اكثر ما يؤرقه وهو تحت سقف البيت الابيض ، هو لماذا لا يتم دعوته ليترأس احدى تلك الجاهات وهو طليق اللسان وصاحب الكاريزما التي لا يرد لها طلب .. وظل يعتقد انها مؤامرة ضده من الجمهوريين الذين يحاولون اقصاءه عن المشاركة في مثل تلك الأحداث الهامة التي سيجلها التاريخ في  سجل إنجازاته ..!

في ذات الوقت كان بوتين اكثر جدية حيث انه  لا يزال وسيبقى على رأس عمله .. والأضواء ، بغض النظر عما سيرتدي ، ستكون مسلطة عليه بانتظار ان تسرق منه ابتسامة ما او كلمة قد يتجاوز معناها جدران القاعة الفخمة التي ستجمعه مع كلينتون ونخبة من الوجهاء وأصحاب الدولة والمعالي والسعادة والعطوفة الأمريكيين والروس ..!

ومع ذلك حرص بوتين ان يجمع مستشاريه ليناقش معهم الخطبة التي سيلقيها امام خصومه من أهل العريس الاميركان اللي شايفين حالهم.. ولعلمه بانه لا يملك تلك الكاريزما اللوينسكية التي يملكلها بيل كان عليه ان يتدرب  على خطابه وان يحرص على ان يشتمل على طرفة او قصة تضفي بعض الابتسامة على جدية تقاسيمه..!

يعلم كلاهما ان أهمية مثل تلك المناسبة لا تقل عن أهمية  اي قضية للشعب.. فهذا الرباط المقدس الذي هما بصدد ان يكونا طرفا فيه هو بمثابة حجر الأساس لبناء المنظومة الاجتماعية لشعوبهما..!

انتهت الاستعدادات الخاصة بهما.. وحان دور اختيار طابور المشاركين معهم في الجاهة من وزراء سابقين ولاحقين وأعضاء في الكونغرس والكرملين وحتى أفراد الطابور الخامس الذين يتولون دور التلميع بعد انتهاء الجاهة في وسائل الاعلام .. حيث يحاولون تعظيم دور ( زلمتهم ) واهم  المحاور التي اشتملت عليها خطبته وانعكاسها على عملية الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والفسيولوجي والبيئي .. طبعا مع مجموعة من الصور ( التي يغير معالمها الفوتوشوب ) لغايات وطنية ..!
فالشيب قد يختفي من رأس كلينتون في حين قد تغطى صلعة بوتين الصغيرة ببعض الشعرات الجذابة .. كما ان اي زيادة في وزن الكرش تخضع لعملية شفط ليبدو اي منهما بكامل رشاقته ..!

جاء الان دور السيارات المرافقة  للوفد الامريكي والروسي.. وبعد عملية مخابراتية متقنة استطاع كلينتون ( أهل العريس) ان يتفوق في انواع وأشكال السيارات التي رافقت موكبه وأقلت أفراد وفده الى الجاهة…سيارات سوداء مليون حصان بتهز الارض..!
في حين ان بوتين رغم انه ممثل ( العروس الروسية الجميلة ) اكتفى بسيارات ذات طابع عسكري يستخدمها بعد انتهاء ساعات الدوام في مثل هذه المناسبات ، كيف لا والمهمة أشبه بالعسكرية وسيكون هناك فيها سجال ومناظرة وأخذ وعطاء ..!
طبعا كلما كانت نمر السيارات حمراء  اكثر كلما كان الوضع زينون اكثر ..!
وبعد ساعتين من الخطابات الرنانة وآلاف الصور وأصوات الكروش الخاوية التي تنتظر الزغاريد ..
صفق الحضور وكلا الرئيسين السابق والحالي يتبادلان النقاش .. الذي خرج عن نطاق العرس ليكون أشبه باستعراض لقدرات كل منهما وسيرته الذاتية الصالحة لكل مكان وزمان.. ووسط تصفيق الحضور الذي لم يفهم شيء مما قيل حيث ان رائحة المناسف والكنافة  الساخنة كانت قد عطلت مراكز التفكير لديه  في تلك اللحظات فبدأوا بالنظر الى ساعاتهم في ترقب لللحظة التي سيصفقون فيها للمرة الاخيرة ويتبادلون القبل مع المئات من المعازيم دون النظر  حتى الى وجوههم.. لانه المنسف طعمه بلا هيبه اذا برد..
وهمه جايين يمثلوا الهيبة..؟

وتأتي اللحظات الحاسمة .. وتنتهي الخطب الكلينتووية والبوتينية.. وتمتلئ قاعة فندق الخمس نجوم بهدير التصفيق والزغاريد التي انهالت من القاعة المجاورة التي جلست فيها مجموعة من النساء  المتخصصة في كافة أشكال الزغاريد التي تنطلق بناءا على خلفية العروسين ( أمريكية ، روسية ، فرنسية ، صينية ..الخ ) ..!

ينظر كلينتون الى بوتين نظرة المنتصر .. في حين يحاول بوتين تجاهل تلك النظرة وهو يمد يده لمصافحته .
وبعد ما ياكلوا المنسف ( ويتباروا مين اشطر بلف اللقمة )  ،، ويلتقطوا صور جديدة ( قبل وبعد ) .. يشربون القهوة ، ويستعد طابور السيارات للمغادرة .
فهناك جاهة اخرى بانتظار كلينتون ويا دوب يلحق يغير بدلته مع ان مستشاروه نصحوه ان يحمل البدلة الثانية معه اختصارا للوقت ..!

تنهد كلينتون الصعداء .. فحلم حياته قد تحقق ، وسيكون من الان فصاعدا على جدول الطلبات والجاهات وسيبقى. اسمه رنانا في الصحف والمواقع الالكترونية بالرغم من انه لم يعد رئيساً بل شخصية عامة .. الان فقط اكتملت السيرة الذاتية لديه وبإمكانه ان يستمتع بتقاعده بكل راحة.. فقائمة الدعوات ستبقيه مشغولا لسنوات ..!

التقيا على باب الفندق .. وبنفس اللحظة سأل الاثنان ..:
ما هي المناسبة التي شاركنا فيها ..!
ومبروك وبالرفاء والبنين ..
وزغرودة للعروسين .. ودقوا عالخشب !!!

ملاحظة :
هناك حضارات يكون فيها الدق على الخشب فال شر مثل الحضارة الاسبانية التي تحذر من الدق على الخشب بعد أي مناسبة.
ديروا بالكم يكون واحد من العرسان إسباني ..!!

#المقال كتبته من كم سنة..
ولكنه يصلح لكل زمان..الوجوه بتتغير
ويبقى الحال على ما هو عليه..؟
ودقوا عالخشب..

الاخبار العاجلة