صراحة نيوز – بقلم عبد الفتاح طوقان
إذا لم تكن لى والزمان شرم برم.. .. .. فلا خير فيك والزمان تراءى لى( او تراللي).
ومعناه أنك ان لم تقف جانبي في الشدائد وأيام الضيق فلا داعى لصداقتك والدنيا قد تراءت وابتسمت لي، و اقصد من حرق علم الأردن في أيلول السبعين لا يحق له ان يستظل ببيت الشعر الأردني ومظلته الهاشمية، ولا حق له او لاحد غيره ان يحرم او يحلل او ينتقد او يبرر أي تساؤل للعشائر الأردنية، فهي صاحبة الأرض و العرض و القرار، لا صالونات عمان و لا اسطح الزرقاء و لا مزارعي الابقار الامريكية (الكاوبوي). ولا يجوز بتاتا الحديث عنهم باعتبارهم الديدان والرذاذ. من قوارض فتكت وأكلت أشجار الوطن.
التساؤل المشروع والواجب للأردنيين عن الملك والملكة وكل شؤن الوطن هو حقهم الطبيعي بما كفله الدستور، والمشروع لوحدهم دون غيرهم، خصوصا ان لا حق لغيرهم ولا لأي من” المتجنسين و المتنجسين” بولاية التزلف والمتوجسين من انقطاع ارتزاقهم عبر الهجوم علي حق الأردنيين في المعرفة .
على الجميع ، ومنهم علي الاخص ” فريق قوارض المرتزقة”و اللذين دعمتهم اذرع من النظام في زمن مضي ، عدم التعرض لا من قريب او بعيد الي الأردنيين و الشرفاء والعشائر التي جبلت بدمائها رايات العز و سلمت مفاتيح النصر للهاشميين في الثورة العربية الكبرى مرورا بحرب السبعين و ليس انتهاء بطرد من اغتصب حقوق الشعب و اعتدي علي رزقه و عيشة في الحكومة المطرودة الأخيرة ، بينما هم يمزقون الجوازات الأردنية و يحرقون صور الملك الحسين .
وليس مقبولا موقفا اعلاميا قمعيا فاشلا تهدد به الجماهير الأردنية عبر الجريدة الرسمية الأردنية (الرأي) التي أسست بما نشرته من مقال مسموم، يدعو ويطالب بسحب حق المعرفة من العشائر ومن كل أردني منتم لتراب الوطن حقيقة وليس تزلفا او منفعة او استيزارا. للقوارض أقول: تلك العشائر طيبة الأصول والجذور.
واقصد ان العشائر الأردنية كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ، شجرة اصيلة لم تنبتت كذبا في رحم الوطن ولا سقطت بمظلة المستعمر، او نتيجة الصراع العربي الصهيوني، انها صاحبة الحق الرئيس والأساس في تراب الوطن الذي سرق منهم في وضح النهار، لمجرد ان صرحوا بما في قلوبهم: “أين ملكنا؟. صرخوا ” والأردن داخل النفق المعتم، يبحثون عن ضوء فلا يجدوه، ومفاتيح السياسة الشرعية غائبة ويدفعون ثمن الغياب من جيوبهم.
لقد جادلنا بأن السبب الجذري للعديد من المشكلات السياسية، إن لم يكن معظمها، يكمن في الكيفية التي يسمح بها لتلك القوارض التعدي عبر جرائد الدولة الرسمية على العشائر الأردنية والناس الأردنيين عندما يختلف الآخرون معهم حول القضايا العالية التي تخص الملك، والقضايا العاطفية التي تخص المواطنة.
لقد نمت نماذج مطمطة بالتخلف العقلي المنغولي، و كبرت و حظيت برعاية “غير الأردنيين” تحت مبدئ العبث بالعشائر وحقوقها في العقد التالي واستثمرت في خلق ثقافة النفاق الجوهري، و باتت لديها محطات الطاقة الارتزاقية ذات قدرا أكبر من الولاء للوطن، مما يدعو الي ازهاق الأرواح الوطنية الأردنية و تكبيلها و المناداة علنا :” أيها الديدان الأردنية ليس حق لكم في السؤال” و كأنه قراقوش الأردن الجديد. ليس هذا فقط بل صار يوزع صكوك العهر واصفا أبناء الأردن وبناته ممن تنادوا لمعرفة اين الملك بأنهم :” بنات و أبناء الليل”.
واعود الي فقرات بحاجة الي مراجعة دستورية، منها ان الشعب فوض الملك ضمن الدستور ولكن لا يحق للملك ولم يحدث في تاريخ الأردن ان تحكم ملكة او تفوض بالحكم، وصلاحيات الملك يحددها الدستور وهي صلاحيات ليست حقا خالصا والا لما طلب من مجلس النواب السماح له بتعيين واقالة مدراء الأجهزة الأمنية والجيش وغيرهم. ولذلك اذكر ان ما ورد على لسان نائب الطفيلة، الذي تحدث باسم الشعب، كان ولازال وسيبقي ضمن الأطر التي حددها الدستور.
اما ان تنبري الرآئ وتتصدر صفحتها الاولي عنوان يتهجم فيه كاتبه على الأردنيين لأنهم تسألوا عن ملكهم فيتم وصفهم بديدان الأرض، متناسيا ان الديدان قد تكون مقززة، للحاقدين المتنجسين المتجنسيين ، لكن لها فوائد كثيرة لأصحاب الأرض الحقيقيين، ولعلم “شرم برم” فأن دودة الارض.. محراث للتربة ومصدر لغناها
واضيف هنا، كما يقول المثل اللبناني فهي “اسم على مسمى”، تدعى دودة الارض لأنها تعيش في الأرض لا طارئه عليها او تعتبرها جاوز سفر وشنطة سفر ودنانير صحافة، وتعتبر من أهم الحشرات التي تستفيد منها الأشجار في التربة. يطلق عليها المزارعون اسم محراث الأرض اذ هي من يقوم بعملية الحفر داخل التربة حيث من خلال عملية الحفر تسمح للتربة بالتنفس بعكس ما نشرته الرآى من كتم النفس والتنفس، وكثيراً عندما نحفر تربة رطبة نشاهد دودة الأرض موجودة بها فهي محراث التربة وليس سارقه امتيازاتها.
و عندما يكتب ، من يعتقد انه قراقوش الذي يصدر امر بأن تخرس العشائر و قد فشرهو وكل من ايده من ان يتناول مجرد صوت طفلا رضيعا من أصوات عشائر الأردن و شيوخها و شموخها ، و هي التي احتضنت حارقي الاعلام و كل من داس علي صور الملك الحسين.
وعليه ان يعلم مهما حاك ببلاغة سرد خاطئ وأستشهد بالعهد العباسي والحسن والحسين ومعركة السموع وحابس المجالي، فابسط ما عليه ان يعرف ان الأردن ليست من “حسينية شيعية ” وان معركة السموع ليست عام ١٩٦٥ وانما هي معركة حدثت بين الجيش الأردني والجيش الإسرائيلي في ١٣ نوفمبر من عام ١٩٦٦ بحجة وجود قواعد فدائية، وأن حابس المجالي رمزا وطنيا في مواجهة العدو الصهيوني والعدو الذي حرق علم الأردن في السبعين وكل من يتشدق بحرمان الشعب من حق كفله الدستور الاردني.
ان قضية عودة الملك من عدم عودتها ، و الوقت الذي يمضيه خارج البلاد هو ضمن احكام الدستور، فمثلا اذا امضي اكثر من اربعه اشهر ، و القصد اكثر من مية و عشرين يوما مجتمعة او متفرقة خلال العام فمن حق مجلس الامة حسب الدستور الاجتماع و تقرير التغيير، و موضوع إجازة الملك و التي هي حقا له محددة بمدة ، و هي تكون علي حسابه الشخصي و ليس علي حساب و نفقة الدولة ، و اذا تعدت الاجازة شهرا فان الراتب المخصص له شهريا لا يدفع له ، ان الملك وظيفة و مهنة بعقد مع الشعب و كما قال الملك الحسين رحمة الله ” مهنتي كملك ” ، و كل مهنة قواعد و أصول و اجازات و صلاحيات و تفويض و غيره من الأمور التي هي حق بحت دون نقاش من احد.
العشائر تساءلت ولا يحق لاحد أيا كان ان يتمادى عليها وعلى الأردنيين وعلى الجميع احترامها طالما اختار ان يكون على ارضها، والا فليعد الي ارضه ويناضل لتحريرها والبحث عن حقوقه المسلوبة هناك عوضا عن سلب حق الأردنيين في المعرفة.
أن كنت ناسي حرق العلم ….. افكرك
ياما كان غرام العشائر يقلقك
وأحلف لك الأردن رغم عيونك راح يحيرك