صراحة نيوز – بقلم العقيد الركن (م)الدكتور عوده علي زيدان السعودي ..
عند الحديث عن الأردن تكون البداية في الحديث عن الموقع الجيوسياسي عالمياً وإقليميا ً ومحلياً عبر العصور ، حيث نجد أن الموقع الجغرافي للأردن ، ارتبط به نشوء وتطور وانهيار الحضارات ، والإمبراطوريات التي نشأت في بلاد ما بين النهرين ، مما جعل لموقع الأردن عقدة الوصل والتواصل ، وساحة الصراع بذات الوقت ، وشّكل عاملا محدداً في عملية التراكم والانقطاع الحضاري في المنطقة .
اما في العصر الحديث فنجد ان الموقع الجغرافي والإستقرار السياسي والأمني والإجتماعي ، يعطي الأردن قيمة مضافة محلياً واقليمياً ودولياً ، حيث نجد أن الأردن استطاع تجاوز كافة العقبات والصعوبات والمؤامرات التي واجهها منذ تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921 وحتى يومنا هذا ، واتضح دور الأردن المحوري والرئيسي من خلال التحالفات الدولية والإقليمية لمكافحة هذا الداء ، ويعتبر الأردن بوابة ومستقر وملاذ آمن لشعوب المنطقة الفارين من ألة القتل والدمار ، والباحثين عن الأمن والأمان في بلد الأردنيين والهاشميين الأحرار .
أما أسباب الأمن والإستقرار والمكانة التي يحتلها الأردن ، فتكمن في توفر عناصر القوة والإستدامة للدولة الأردنية والمتمثلة بما يلي :
– القيادة السياسية ( الهاشمية ) والتي تستمد شرعيتها من النسب العظيم لسيد الخلق الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، والتي تقوم على الوسطية والإعتدال والشورى في الحكم واحترام إنسانية الإنسان .
– النظام الإجتماعي العشائري الراسخ كجبال الأردن ، وهذا البناء عربي الهوى ، أردني الإنتماء ، هاشمي الولاء ، يجمع ولا يفرق ، ويمتد بأصولة وجذورة الى محيطة العربي والإسلامي ، والذي يعتبر صمام الأمان لإستقرار الأردن وأمنة ، ويضبط سلوك الافراد والجماعات داخل المجتمع الأردني .
– النظام الأمني ( القوات المسلحة والأجهزة الأمنية ) عاملين ومتقاعدين ، الوليدة من رحم الشعب ، عربية الهوى ، أردنية الأنتماء ، هاشمية الولاء ، والتي تعمل بشكل منظم ودقيق وبادوار تكاملية وبجهود موحدة ، والتي تتصف بالقوة والنظامية والإحترافية والإنسانية ، تدريبا وتسليحا وحسن تعامل ، والتي يشهد لها القاصي والداني منذ نشأتها وحتى يومنا الحاضر ، ومن خلال مشاركاتها الواسعة في الأمم المتحدة ، وفي كافة البؤر الساخنة في العالم لخدمة الانسانية جمعاء .
– النظام الثقافي والتعليم ، والذي يستمد قوته من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ، ورسالة النهظة العربية الكبرى ، التي اطلقها الشريف الحسين بي علي طيب الله ثراه ، وأسس بنيانها الملك المؤسس عبدالله الاول طيب الله ثراه ، ووضع دستورها الملك طلال رحمه الله ، ورسّخ البنيان الملك الحسين بن طلال الباني طيب الله ثراه ، وعزز البنيان الملك المعزز عبدالله الثاني بن الحسين حفظة الله ورعاه ، ومن خلال المبادرات ورسالة عمان والاوراق النقاشية ، والتي تعتبر خارطة طريق لرسم سياسة الأردن الداخلية والخارجية في كافة مناحي الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية .
اخيراً علينا كمواطنين ومسؤولين وصناع قرار ، أفراد وجماعات وحكومات ومؤسسات مجتمع مدني ، المحافظة على عناصر القوة والإستدامة للدولة الأردنية ، وتعزيز قوتها والألتفاف حولها وحمايتها ، وتحقيق العدالة والمساواة بين الجميع ليبقى الأردن النموذج والقدوة عصياً على الطامعين ، متمنيا دوام الأمن والأستقرار لبلدنا الأردن في ظل قيادتنا الهاشمية .
والله ولي التوفيق
الأحد ٧ / ٢/ ٢٠٢٠