صراحة نيوز – بقلم فارس الحباشنة
العدوان الثلاثي : ” الامريكي و الفرنسي و البريطاني ” على سوريا انتهى بسرعة ك”لمح البصر” . و حلفاء و مؤيدو ومناصرو الحرب على سوريا كانوا يراهنون على ضربات عسكرية أقوى و أجزل في عمق مناطق نفوذ نظام بشار الاسد .
مئات الصواريخ الغربية ، تقول دمشق أنها اسقطت نحو 90 % منها ، فيما يؤكد البنتاغون على أن الضربات حققت اهدافها دون أن يستعرض كبار المسؤولين العسكريين الامريكان تفاصيلا وافية و عن حجم الخسائر العسكرية التي لحقت بالاهداف و المواقع السورية .
ما بين العدوان الثلاثي و حقيقة ما أصاب البنى العسكرية السورية ، و اعلان عواصم الغرب المشاركة في العدوان لوقف الضربات ، يعاد الحديث عن توازن سياسي وعسكري جديد يقال : أن مفردات تفاهماته مازالت مضمورة في سدور الامريكان و الروس .
ماذا جري بين واشنطن وموسكو خلال 48 ساعة الاخيرة ؟ لربما هو السؤال الذي يتسع للاجابة عن ترتيبات سياسية وعسكرية جديدة على ساحة الحرب السورية .
وما هو مدى انعكاس الضربات على مستقبل النفوذ الايراني في سوريا ؟ و هل سيعاد هندسة الازمة السورية وفقا لمعطيات جديدة تجتمع بها خيوط ولو متعارضة المصالح ما بين الاسياد التقليدين في الحرب السورية : موسكو وطهران وانقرة .
فما بعد العدوان الثلاثي ، قد يزيد من حدة الالتقاء ما بين موسكو وانقرة ، و قد تجتمع خيوط غامضة لخيارات نظام بشار الاسد بالانقلاب على التحالف الايراني ، و يزداد اندفاع الاسد لتصويب مسار علاقات نظامه السياسية والدبلوماسية الباردة و الفاترة و المتوترة والضعيفة مع دول بالاقليم .
العدوان الثلاثي لا يمكن أن يكون لحظة عابرة بلا استحقاقات سياسية و عسكرية على الواقع . وما بين لعبة الشد و الجذب يبدو أن اللاعبين الكبار ” ترامب وبوتين ” يحاولان توزيع الاوزان النسبية كما يرون ، وهو ما قد يواجه بالسؤال ، ماذا بعد العدوان الثلاثي ؟
والمفارقة أن واشنطن وحلفائها ضربوا ضربتهم في سوريا ، ولم يعد بالطبع الدور الامريكي بالازمة السورية موازيا و بثقل ما قبل العدوان الثلاثي ؟ واشنطن قالت قولها الفصل ، واوصلت رسالتها ، و عرفت كل اللاعبين و المتصارعين في الازمة السورية أنها قادرة على فعل و تقرير كل شيء ب”السلاح العسكري والقوة و العنجهية .
وغالبا ما تأتي التسويات السياسية بعد الحروب و الضربات العسكرية باختلاف اوازنها خفيفة وثقيلة .ولربما أن الاسئلة حول الازمة السورية تزداد غموضا ، وهذا ما تجده يدور في الحلبات الخلفية للعدوان الثلاثي ، و الصراع على اعادة تقسيم لقوى و ساحات الازمة السورية .