هل تعلمت الحكومة درسا من كارثة البحر الميت ؟

11 نوفمبر 2018
هل تعلمت الحكومة درسا من كارثة البحر الميت ؟

صراحة نيوز – بقلم موسى العدوان 

وقعت كارثة البحر الميت المؤسفة في عهد حكومة الدكتور الرزاز، يوم الخميس 25 / 10 / 2018، وأودت بضحاياها وأضرارها المعروفة. وقد عزا نقيب الجيولوجيين المهندس صخر النسور سبب حدوثها، لما سمّاه بِ ” الفيضان الوميضي “. ولسوء حظ الحكومة وقعت أيضا في يوم الجمعة 9 / 11 / 2018 كارثة مماثلة، في منطقتي سد الواله ومدينة البتراء السياحية، نتج عنها استشهاد 12 شخصا من بينهم أحد كوادر الدفاع المدني، رحمهم الله جميعا.

لقد جاء في الحديث الشريف : ” لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين “. ولكن حكومتنا لُدغت مرتان من الجحر نفسه وهو ممثلا بِ ” الفيضان الوميضي “، اعتمادا على طبيعة الحدث وليس على طبيعة الموقع الجغرافي، وبهذا فالحكومة تتحمل كامل المسؤولية عما حدث. وقد سبق لي أن قدمت بعض التوصيات حول إدارة الأزمات، بعد كارثة البحر الميت، وتوقعت أن تأخذ الحكومة ببعض ما ورد فيها على الأقل ولكنها لم تفعل.

يبدو لي أن الحكومة فاقدة لحرارة العمل، وسرعة مواجهة الأزمات والكوارث التي تفاجئنا بين حين وآخر، وأرجو الله أن لا يختبرنا بغيرها في المستقبل، لأن الاختبار سيكون صعبا. وهذا البطء في رد الفعل السريع الذي يلازم أعمال الحكومة، يذكرني بقصة ” الضفدع المغلي ” التالية :

” أجريت تجربة على ضفدع، حيث تم وضعه في إناء يحتوي على كمية من الماء بدرجة حرارة عادية. ثم جرى تسخين الماء في الإناء بصورة تدريجية، والضفدع لا يشعر بارتفاع درجة حرارة الماء من حوله، وبقي جالسا في الإناء دون محاولة القفز خارجه، ولا يدري بأنه يموت تدريجيا إلى أن قضى نحبه “.

حكومة الرزاز تطبق تماما قصة ” الضفدع المغلي “، وهي لا تعلم بأن حرارة الجو الشعبي تحيط بها من كل جانب، ولا تعلم بأنها تفقد شعبيتها وتكتب نهايتها بيدها. فقد واجهت هذه الحكومة منذ تشكيلها العديد من الأزمات، منها احتجاجات الموظفين لزيادة رواتبهم، احتجاجات المواطنين لتعطل مصالحهم الزراعية والتجارية والصناعية، احتجاجات النقابات المهنية، احتجاجات نقابة المعلمين، احتجاجات الأطباء والصيادلة، احتجاجات سائقي الشاحنات والسيارات الصفراء، احتجاجات الصحفيين على قانون الجرائم الإلكترونية الخ ….
وكذلك واجهت الحكومة قضايا فساد عديدة، من أهمها قضية الدخان وتهريب فاعلها، وتقرير ديوان المحاسبة لعام 2017 – وإن كان في عهد حكومة سابقة – حيث أظهر فسادا ماليا بحوالي 1،8 مليار دينار، لو تم تحصيلها لسددت عجز الموازنة. وها هي تصارع اليوم لإقرار قانون ضريبة دخل ظالم، سيدمر جميع طبقات المجتمع. ومع ذلك فهي تواجه الغضب والاحتجاجات الشعبية بهدوء وبرود أعصاب، وكأن ما يحدث لدينا من أزمات يخص غيرنا ولا علاقة لها به.

وإجابة على السؤال المطروح في أعلى هذه الصفحة أقول : بأن الحكومة لم تتعلم درسا من كارثة البحر الميت، وفشلت في معالجة معظم أزمات البلاد. وإن كانت قد ضحّت بوزيرين في أعقاب تلك الكارثة، فعليها أن تضحي بعد كارثة سد الواله والبتراء بكامل طاقم الحكومة، إكراما لأرواح الشهداء الجدد ومن سبقوهم قبل اسبوعين، استجابة لنداء الضمير فتريح وتستريح ؟

التاريخ : 11 / 11 / 2018

الاخبار العاجلة