صراحة نيوز – تحت عنوان ” لمن تَطرب تل أبيب…! ” أشر الكاتب سهل الزواهره في مقالة كتبها على المحاولات اليائسة لتجار القضية الفلسطينية الذين باتوا يصولون ويجولون محاولين التأثير على راسمي السياسيات في المملكة الاردنية الهاشمية لأحداث تغييرات جوهرية تستهدف طمس الهوية الاردنية وتحقيق حلم الدولة الصهيونية ليكون الاردن الوطن البديل والتي كان أخرها مقالة لأحد الكتاب الذي دعا الى اعتماد الكثافة السكانية لتحديد عدد المقاعد في مجلس النواب لكل دائرة انتخابية .
جديد ما جاء في مقالة هذا الكاتب الذي حظي وما زال برعاية حكومية وسبق له ان فاز بمقعد في احدى الدورات السابقة مع احتفاظه بعضويته في المجلس الوطني الفلسطين لا يقل خطورة عما جاء في مقالة لزميل له سعى الى تزوير التاريخ وطمس دور الاردن في معركة الكرامة الخالدة قرارا وانتصارا .
وتاليا نص مقالة الزواهرة ” لمن تَطرب تل أبيب…! ”
أي قانون انتخابات يُغلِّب الديموغرافيا على ما عاداها من اعتبارات هو بمثابة التوقيع الممهور على وثيقة تضييع الأردن و بيع فلسطين .
اخترت هذه المقيدمة لأنني لأول مرة أشعر أن لحظة الحقيقة قد اقتربت و أن مزامير التوطين بدأت تروج في الحيِّ بشكل غير مسبوق بتبريرات أقل ما يقال عنها أنها كلام باطل يُراد به باطل و مكر الليل و النهار ، كل تلك الدعوات تُسوَّق بغلاف انساني مُشبع بالقيم التي تدغدغ مسامع الساذج الفارغ أو المتربص الذي نفذ إلينا في غفلة متقصدة و سلاسل من الإلهاء و الإستهداف .
إن أكثر ما يريب في تلك الدعوات هو توقيتها الذي يتزامن مع سُعار إقليمي و دولي يستهدف كل اسباب منعتنا، كلهم يعلمون الضنك الاقتصادي الذي ضرب الخلق و الفساد الذي امتطى المؤسسات و الديون التي تخنق الدولة و المساعدات التي أصبحت أداة ارتهان و ابتزاز لجرنا نحو الهاوية فأصبحت الصورة لكل ذي نظر شعب أُفقر مع سبق الإصرار و مكامن قوة إما أُضعفت و ضُربت سُمعتها أو شُوِّهت صورتها بطرق هوليودية مُتقنة الحبك و الربط .
من قال أن العدالة بالتمثيل الديموغرافي و من قال أن الأنظمة الانتخابية في الدولة الفلانية او الأخرى هي نموذجنا أو هي مثال العدالة و النجاح !!! إذا استقام هذا بقانون انتخاب فيجب أن يستقيم بكل القوانين، فالإنتقائية أول ضربة للعدالة العرجاء التي يُنادي بها البعض، و منذ متى كان الغرب و أنظمته تستهويكم و كثير منكم خبرناه مسبحًا حامدًا و لا زال لأشد أنظمة البغي و الاستبداد و الاستحواذ!!! منذ متى أصبحت السطحية و قصر النظر حكمة و طريق لإصلاح مزعوم نشْتَمُ منه روائح لإفرازات عفنة داخليه و خارجية ، منذ متى كان الإحتيال باسم الحق الناقص مبررًا لقتل جغرافية همشها الفقر و الفساد و عانت معاناة أُم رؤوم جحدها بنوها و حسدتها جارتها على حقها الأصيل بأنها صاحبة الدار و القرار، ثُم ألم تكن قبل هذا الحين لجان و محاولات إصلاحية ، لماذا لم تتقدم هذه الطروح الديموغرافية و تروج كما هي اليوم ؟؟ أليس هذا الأمر وحده كفيل بأن نتوقف قليلًا لنفكر لماذا الآن ؟؟؟.
ما هذا المنطق الذي يشيع باضطراد مشبوه في هذه الأيام بعزل عمان عن اخوتها و بإقصاء الزرقاء عن سياقها بإطلاق مظلوميات و بكائيات على ظلم و حيف يلحق بهما و يهب محاموا التاريخ المختل بإلقاء مرافعات باسمهما دون توكيل أو تفويض .
عمان عماننا و الزرقاء زرقائنا و لستم إلا دُمى خيوطها ليست في عمان و لا في زرقاء، و كلنا يعلم انها تحرككم إما اعتمادا على عقول تاهت ففقدت بوصلتها أو نفوس باعت مفاتيحها طمعًا أو حقدًا .
نبشركم عمان و الزرقاء لن تُزفا إلا الى أهلهما و سيسير في موكبهما فرسان لوحت شمس الصحراء جبينهم و هذَّبَ شعر النبط لسانهم بكل اللهجات قافها و كافها و همزتها و عيونهم على القدس و الناصرة و عكا، فالوعد الإلهي ها هنا يربض و نربض معه على العهد ألاَّ نبيع و لا نسمسر .
نحن كل ما نريده دولة تسودها العدالة الحقيقية لأبنائها و ليست المصنعة على مقاس أصوات تنعق في عمان فتطرب لها تل ابيب أو تتباكى على اوراق الصحف فتبكي لبكائها كل ديار الفتن و التطبيع و التصفية ، نريد دولة تحكمها الكفاءة الخالية من عقلية الاستهداف و الإقصاء ، نريد دولة تكتشف المناطق المهمشة و تحرر شبابها من قيود الفقر و البطالة و البؤس ليكونوا لبنة بناء و خير لهم و لوطنهم .
لا أعلم كيف يفهم البعض العدالة و الإنسانية و يحصرها بمقعد يُزاد هنا و يُنقص من هناك متناسيا قنابل موقوتة في كل حي و زقاق من مدننا و قرانا و بوادينا و مخيماتنا همهم الأكبر رغيف يوم و ثوب عيد .
العدالة يا سادة لم تكن يوما بعدد الرؤوس فنحن لسنا بهائم، العدالة الحقيقية هي التي تراعي الحاجة و ترتب الأولويات و لا تتعامى عن واقع مفروض و لا تنسف أهم ركن لقضية ستبقى حية ما دام أهل الأردن و فلسطين على يقظة و وعي لما يراد بهم .
إن فتح الباب للديموغرافية المضللة سيدخل إلينا منطق المحاصصة في كل السلطات و المجالات بدءا من العرش و انتهاء بحارس مدرسة، فلينتبه اهل الحماس الزائد و ليتمهلوا قليلًا قبل الإمعان بالسير بعيون مُغمَضة نحو أمر لن تكون عاقبة أمره حمدًا، فنكون أشغل من ذات النحيين أضعنا العسل و خسرنا انفسنا.