نحن العظماء يا رئيس مجلس الملك

12 أكتوبر 2018
نحن العظماء يا رئيس مجلس الملك

صراحة نيوز – بقلم: اطراد المجالي

الشهادة لله يا رئيس مجلس الملك أنك أثبت وبكل جدارة أنك لا تاريخ ولا جغرافيا ولا سياسة، ولا اقتصاد وحتى لا حساب ولا جبر، واعتقد جازما أنك لم تقرأ في حياتك إلا “سيرة بني هلال” ويا ليتك علمت مكنوناتها، فاسمع يرحمك الله ويرحم أعضاء المجلس الرائع رضوان الله عليهم في الأرض والسماء، فلا أحد منهم يعترض ولا أحد منهم يعتب.

بريطانيا العظمى التي صدرت الديمقراطية والثبات بالحكم لالآف السنين، والسياسة لكل العالم ما زالت تُبنى على العشائر، وهل تعلم أن مجلس اللوردات هو أساس دعائم الحكم البريطاني، وأن بريطانيا مازالت تحتفظ بأيرلندا واسكتلندا وويلز، وما زالت حتى دول الكومنولث لا ترضى بالخروج من تحت التاج الملكي البريطاني لأهمية وثبات التاج، وهل تعرف أن ستة عشر دولة ما زالت تحته؟؟ لا تستغرب! قلي بالله عليك: كيف طُوِّعت العشائر في بريطانيا وتمت المحافظة على قوتها وتقاليدها وتقويتها، ويكون الانتماء للعرش والتاج والوطن أولا، فقل لي: كيف تكون العشائر ضد الدولة المدنية كما صرّحت.
الأردن حفنة تراب لم تكن شيئا يا رئيس مجلس الملك، آمنت بأن التملق مبرر بالداخل أما على قناة عالمية فلا أعلم كيف يُبرّر ذلك من شخص بقامتك وظيفةً ونسباً. وقل لي: هل تلّقى الشريف حسين بن علي برقيات من لا شيء؟ أم من أحرار وثوار الأردن الذي سبقوا بكل “ديرة” ثورة مهّدت طريق الملك المؤسس؟ هل ما زلت تذكرهم إذا بقيت بذاكرتك التي ترى الأردن لا شيء أي شيء؟ فوالله ما كان مَلِكاً عظيماً إلا على شعب عظيم، والتاريخ بيننا إذا ما زلت تقرأ العربية وتقرأ التاريخ. فنحن عظماء يا رئيس مجلس الملك، فبالله عليك اصمت فما فينا يكفينا، فقد بدأت أيضا تُبرّر للفساد وتعطيه صنفا خفيفا وآخر ثقيلا نمطيا وغير نمطي، الفساد يا رئيس مجلس الملك لا يتجزأ ولا يُصنّف ولا يُرقَع فهو كالليل مظلم أسود، وكالظلم قاسٍ وقميء لا راحة طيبة فيه.

هل ورثنا الفساد يا رئيس مجلس الملك، لا يا صديقي، بل ورثنا الكرامة والعفة، وعندما وصلت المسؤولية لغير ورثتها وأهلها أصبحت نتنة وفاسدة، وسأعطيك درسا واحدا بالتاريخ الاقتصادي، فهل تعلم بأن محصول سنة واحدة من القمح في الكرك قد سدّ نقص مصر في أربعينيات القرن الماضي، وهل تعلم أن حكومة بستينيات القرن الماضي قد أنجزت ما لم تنجزه كل حكومات ” الهشك بيشك” من التسعينات لغاية الآن. لا بالعكس بل باعت وحطّمت الأخيرة كل انجازات الحكومات التي ورثت المسؤولية الطيبة وليس مسؤولية المنفعة، فوالله ما ورثنا إلا الطيب – فساد بالوراثة – هكذا تُصرّح!! إنا لله وإنا اليه راجعون.

ولأنك الفصيح، سأعلمك درسا أخيرا عما يحصل في الأردن ببساطة، فاسمع يرحمك الله: عندما يتزاوج المال مع السياسة، ويصبح الوطن في معادلات الربح والخسارة، لا تبحث عن الانتماء والولاء، فالمسألة تصبح ربح وخسارة. وعندما يسرقني تجار الساسة اليوم فلا تستغرب إذا أصبحنا كلنا لصوصا تجمعنا حكومات البقاء لمن يربح أكثر، وإذا لم تصدقني فانظر حولك، فلن تجد إلا التجار في مواقع السياسة فالمسالة ربح وخسارة، هذا ما صنعه الفاسدون في وطني، فاصمت يرحمك الله فما فينا يكفينا.

الاخبار العاجلة