صراحة نيوز – بقلم موسى العدوان
النفاق صفة مذمومة في المجتمع وفي الدين الإسلامي، وقد افرد الله تعالى لأصحابه سورة كاملة في القرآن الكريم، عنوانها ( المنافقون ). كما جاء في سورة النساء : ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ﴾ صدق الله العظيم.
من المؤسف أن نقرأ هذه الأيام على صفحات الجرائد الورقية، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، مقالات طافحة بالنفاق الرخيص، لعجائز متقاعدين بلغوا من العمر عتيا. أولئك العجائز تاجروا بهذه السلعة خلال وجودهم بالوظائف وقطفوا ثمارها في حينه. ولكن بعد أن سئمت الكراسي من حملهم على ظهرها وأودعتهم إلى التقاعد، إلاّ أنهم ما زالوا يمارسون ما اعتادوا عليه من أساليبهم النفاقية.
لقد قرأنا في الآونة الأخيرة العديد من المقالات لمسئولين سابقين، فوجدنا أن النفاق يقطر من كل كلمة وكل حرف فيها. ولا أعرف إن كان هذا تسديدا لدين سابق، أم أملا في مستقبل متجدد في نظرهم ؟ كل قارئ لمقالاتهم يعرف أنهم ينافقون، وهم أنفسهم يعرفون أنهم ينافقون رغم أنهم وصلوا إلى خريف العمر. فهل يصعب عليهم تبديل ما اعتادوا عليه من طباع ؟
أتمنى على كل منافق . . أن يعيد قراءة ما كتب، ثم ينظر إلى وجهه في المرآة، لكي يقرأ جواب ضميره بسوء ما فعل . . إن كان الضمير حيا . . !
لقد نقش الملك جورج الخامس، مجموعة من الحكم على جدران مكتبه في قصر بكنجهام، تقول إحداها : “علمني أن لا أتفوه، أو أقبل الإطراء الرخيص “.
كما نُقش تحت تمثال نصفي للجنرال أبريغون في قصر تشابوليتك بمدينة مكسيكو كلماته التالية : ” لا تخشَ الأعداء الذين يهاجمونك، بل احذر الأصدقاء
الذين يداهنون “. فهل وصلت الرسالة إلى عجائز النفاق هذه الأيام ؟
التاريخ : 17 / 7 / 2020