نهج جهنمي

22 يوليو 2018
نهج جهنمي

صراحة نيوز – بقلم سهير جرادات 

اتصل بزوجته، وطلب منها بنبرة غير اعتيادية، أن تجهز حاجاتها الخاصة، فقد عزم على اصطحابها إلى بيت أهلها، الذين يقطنون في بلدة بعيدة ، واضعا في نيته أن تكون الإقامة طويلة.

استغربت الزوجة الطلب كما استغربت النبرة الحادة التي تحدث بها زوجها، والتي لم تعتد عليها .

بصمت ، لملمت حاجاتها الخاصة ، حتى حضر الزوج الذي كانت تقاطيع وجهه غريبة عليها، والتي لم تجد لها تفسيرا، وأخذها دون “أن ينبس ببنت شفة ” ، وطوال الطريق، كانت تنظر اليه، وهي بحالة صمت غريب، تفكر بما جرى وتضع التخمينات لما يرمي اليه زوجها ، وبعد صمت قاتل، قال لها :” كل شيء في هذه الحياة له نهاية، قد لا نريدها أو نرغب بها، وهناك أمور تحتم علينا اتخاذ قرارات بحياتنا لا نريدها ولا نختارها ، لكننا نجد أنفسنا أمام خيار وحيد بتقبلها ، وهناك أحداث متسارعة تضعنا أمام أشياء كنّا نرفضها”.

كانت الزوجة تسمع الكلام بكل اهتمام وهي غير مدركة لما يقصده.

وبعد فترة من الصمت ، عاد الزوج للحديث مجددا ، فقال لها : إن هذا الأمر خارج عن إرادته ، وهناك احداثيات أجبرته على اتخاذ هذا القرار؛ إذ وصلت الأمور به إلى طريق مسدود ، ولا محال من تقبل الأمر ومواجهته بكل جرأة ، مؤكدا أنه طوال سنوات زواجهما لم يكن يفكر بأن هذا اليوم سيأتي ، بل كان يستبعد أن يصل إليه .

عندها ادركت الزوجة أن زوجها اتخذ قرارا بالانفصال ، وأخذت تحدث نفسها وتتساءل: هل وصلت الأمور بيننا إلى طريق مسدود؟ رغم أن الأمور لم تكن تشير إلى هذه النهاية ، أو حتى تعطي مؤشرا اليها، سادت بينهما لحظات من الهدوء والصمت المريب ، اذ كانت الزوجة تفكر بكيفيفة مواجهة أهلها بقرار زوجها بعد كل السنوات الطويلة التي جمعتهما ، وأي عتب سيوجه اليها، لأن لديها يقينا بأن أهلها لن يرحموها ، وسيحملونها النتيجة التي وصلت اليها مع زوجها.

ما ان وصلت إلى الشارع الذي يقطن به أهلها ، حتى لاحظت الزوجة حركة غير مالوفة ، حيث كانت توجد أعداد كبيرة من السيارات ، وتجمعات من الناس ، إلا أن شرودها لم يجعلها تعر هذا الأمر أي اهتمام ، إلى أن أوقف زوجها محرك السيارة ، والتفت اليها، وقال لها : العوض بسلامتك: أبوكِ مات .

عندها تنفست الزوجة الصعداء ، والتفتت اليه، وقالت : الله يرحمه.. وتابعت حديثها ،” يا زلمة سيبت ركبي ونشفت ريقي” ، التفت اليها ، وقال لها بكل حنية : خفت عَلَيْكِ ، وأردت أن لا أصدمك بمثل هكذا خبر .

عندها التفتت الزوجة إليه ، وقالت : ” ما أبرد وجهك!! صاير مثل الحكومة اللي بترعبنا ، وبتكبر حكيها ، وتضخم الأحداث ، وتعلن أسوأ الاحتمالات ، وهي تطرح فكرة فرض ضرائب مخيفة!!

حكومة ترهبنا اذ تدعي أنه ليس لديها قدرة مالية لدفع رواتبنا لهذا الشهر ، لتعود وتنفي هذه التصريحات ، وفي نهاية المطاف تعلن عن فرض ضرائب أقل مما أعلنت عنها مسبقا ، وكل ذلك لنقبل القرار الجديد رغم أنه “مجحف”، وارحم وأقل “احجافا من سابقه” .

نزلت الزوجة من السيارة ، وضربت الباب بكل عنف ، والتفتت إلى الزوج ، وقالت له : الحق عليَّ أنا ، لأنني سمحت لك أن تلعب بأعصابي ، وتتحكم بمصيري ، على الرغم أنني أعرفك تماما ، وفي كل مرة أعطيك فرصة على أمل، الا أني” أصدم” بأنه لا أمل منك ، حالك حال حكوماتنا التي تضحك علينا …منك لله ، أنت والحكومة وخططك الجهنمية .

وبعد نظرة كفيلة باختصار جميع الشتائم، وعبارات اللوم ، قالت له: ترى أنا باقية عند أهلي ، وليكن بعلمك:” انه هذه المرة مش راجعة معك!!!

الاخبار العاجلة