صراحة نيوز – بقلم د.عبدالكريم الشطناوي
ماذا يدور في خلد(نفس) الوزارة؟
وانتهى العام الدراسي بعجره وبجره،انتهى قبل أوانه بمشهد درامي،ابتدأ عن قرب وانتهى عن بعد ،اكتملت المناهج ولما تكتمل،وقررت النتائج ب ناجح وراسب،بل بناجح ولا راسب.
وانطبق الحال على طلبة الطب مما يثير جدلا حول مهنة الطب ودورها في تقرير مصير المرضى بين حياة او موت ،فهي تتعامل مع ارواح البشر وتقرير مصيرها،وكله مرهون بمشيئة الله تعالى.
ودخلت(عن بعد) في قاموس حياتنا ،وصار موضوع تندر، فالصلاة والسلام والتحية والحب والعمل وغيرها من سلوكات تتم عن بعد،وربنا يسترنا من ان يصبح الزواج عن بعد،فالكل صار كما تقول الأغنية:
بس إرفع إيدك سلم سلام احباب بس ارفع ايدك
قلبي يريدك وش ينفع النكران
قلبي يريدك
وخلال فترة التعلم عن بعد أطل وزير التربية والتعليم عدة مرات مجيبا عن تجربة التعلم عن بعد مبينا ما قامت به الوزارة من اجراءات لمعالجة ما فرضته جائحة كورونا ،مشيدا بالتجربة متسلحا بالقول أنه في ظل هذه الظروف الطارئة فلا بديل عنها ،وهذا يتفق عليه الجميع .
وانتظرنا ان تجرى عملية تقييم موضوعية لهذه التجربة وما زلنا ننتظر جهة محايدة لإجراء هذه العملية.
أطل الوزير وبمزيد الأسف لم يبد أي تعاطف مع مدارس القطاع الخاص،بل كان يبدي حرصه على الطالب وحفظ حقوق الطالب في المدارس الخاصة وهذا لا خلاف عليه، فهويلقى كل عناية ورعايةبينما لم يتطرق الوزير ولو بإشارة الى حفظ حقوق المدارس الخاصة، بل يتوعد بتطبيق الانظمة والقوانين بحق المدارس الخاصة إن حرمت الطالب من الدراسة،وهذا لا يمكن حدوثه ،وهي حريصة على الطالب حرص أهله عليه.
ويبقى السؤال، ما مستقبل العام الدراسي الجديد،وماذا يدور في ذهن وزارة التربية والتعليم والمؤسسات التعليمية الاخرى،وما هي خططها وبرامجها للعام المقبل وماذا تعد له؟؟؟؟
ورب قائل يقول لكل حادث حديث،ولكن أليس من يقول خليها لبكره بان بكره على الأبواب، وبأنه سيأتي بكره ويحصل ما ليس بالحسبان.
وفي مساء الجمعة (٥/٦/٢٠٢٠)
اطلت د.قبيلات امين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون الإدارية والمالية، في برنامج ستين دقيقة وتكلمت عن استعدادات الوزارة لإجراء امتحانات الشهادة الثانوية، وعرجت على موضوع التعلم عن بعد وعلى عجلة من امرها فأشارت الى الأتمتة، وعلى تمازج ما بين نوعي التعلم عن قرب وعن بعد، وأغرقت في تقديم الشكر والمديح للتلفزيون على تعاونه في عملية التعلم عن بعد،وكذلك للمنصات التعليمية.
وهكذا فإنه من خلال هذه التلميحات والتصريحات على لسان وزير التربية والتعليم وما نطقت به الأمين العام للشؤون الإدارية والمالية عن تجربة التعلم عن بعد ولما تقيم بعد، وما يدور من تكهنات وتأويلات ،بالإضافة الى نشاط ملموس وقوي في مشاريع إقامة المنصات التعليمية.
وكأنني ارى ان الوزارة قد حزمت امرها، وان في نيتها المبيتة اتخاد التعلم عن بعد كرديف للتعلم العادي كخطوة أولى تمهيدا لإقرارها بشكل رسمي،فبذلك لا خوف علينا وعلى عملية التعلم ولا نحزن، فمؤسسة كولينز تولت مهمة المناهج ،والمنصات التعليمية تقوم بعملية التعلم عن بعد. على الرغم مما يجمع عليه الكثيرون على ما فيه من سلبيات تعود على مخرجات عملية التعلم والتعليم،وعلى المؤسسات التعليمية وخاصة المدارس الخاصة،مما يدعو الى طرح سؤال صريح:
ما مصير مدارس القطاع الخاص؟؟؟
وإنني وبرأيي المتواضع ومن خلال صلتي المتواصلة مع هذه العملية لعدة عقود، أبدي ما يلي:
فإنه في حالة إذا ما اعتمد هذا النوع من التعلم فإنه سيؤدي إلى:
…زيادة في كم المخرجات والتي لم تخضع لمعايير ومقاييس موضوعية تحدد كفاءتها بشكل دقيق ومدروس.
…زيادة في تخصصات فائضة عن حاجات السوق والمجتمع المحلي.
… زيادة طوابير من الشهادات ولا تلقى لها فرص عمل.
… زيادة عدد المتقدمين بطلبات توظيف الى ديوان الخدمة المدنية.
… الإستغناء عن كثير ممن هم على رأس عملهم بسبب إنعدام الحاجة إليهم بسبب استخدام المنصات التعليمية.
… زيادة جيوب الفقر في المجتمع وهذا ينعكس سلبا على الأمن والأمان بشكل عام وعلى الأمن الغذائي بشكل خاص.
… زيادة طوابير العاطلين عن العمل.
والخلاصة:
أي تعلم عن بعد تتحدثون عنه وتنادون به،وقد عايشتموه
وخبرتوه وعرفتم غثه من سمينه، كما انكم لمستم حال تعلمنا العادي يعود القهقرى وقد تفشت شبه الأمية في مخرجاته؟؟
وأهم من كل ذلك فإن عملية التعلم لها عناصر ومحددات مهمة واساسية اهمها:
المتعلم،والمعلم والمنهاج
والبيئة الفيزيقية، واولياء الامور،والوسائل التعليمية، وغيرها من العناصر الأخرى وكلها مهمة وادوارها مكملة لبعضها لا يستهان بأي منها، فالعلاقة بينها علاقة شبكية تداخلية،وكلها تتطلب عملية إعداد وتجهيز كي تكون عملية التعلم والتعليم ناجحة تحقق الاهداف المنشودة.