صراحة نيوز – بقلم اطراد المجالي
“طوابير” من اتجاهنا الى سوريا برغم عدم التأكد من الوضع الأمني، صور لحداثة المعبر السوري، قائمة بفروقات الاسعار بين الاردن وسوريا لمعظم الاحتياجات الضرورية، زخرت التعبيرات على وسائل التواصل الاجتماعي والاراء في الجلسات الاجتماعية بالسؤال، من الذي كان بالحرب نحن ام السوريون؟ قصص هنا وهناك، يا لله، ففتح المعبر كان له صدىً كبيرا فشاع على اكبر قضايانا الوطنية سخونه.
نعم، نبارك لاخوتنا السوريين انتهاء حربهم مع الارهاب، ولم نكن منهم اقل ولكننا كنا اكثر ثبوتا ولهذا ثمن، نبارك لاخوتنا السوريين صمودهم وليس صمودنا منه اقل، نبارك لهم فك الحصار عنهم ومن قال اننا لم نحاصر بلى حوصرنا مثلهم ولم يكن حصارنا منهم اقل، بل زاده شدة حربنا، حربا ضد الفاسدين الذين لم يتوانوا عن ارض الاردن الطيبة واهلها فعاثوا فيها وشوهوا ملامحها.
هل اردتم ان يصبح كيلو التفاح في الاردن بثلاثين قرشا كان من الممكن وبسهوله لو فتحنا حدودنا لقتل اخواننا السورين، هل اردتم بترول بأقل اسعاره كان من الممكن جدا لو هادنا على عروبتنا وقبلنا عروضا دولية لفتح جبهتنا للغزاة الى سوريا. ولو قبلنا وقبلنا لتغير حالنا، ولكنه الاردن هذا قدره في التاريخ ارضا وشعبا وقيادة لا ينحني ولا يبيع كرامته.
الاردن، قيادته، اهله، ارضه، بالله الا تجلدوهم، فالاردن ما كان الا مأوى الرباط للعرب، ولمن لا يبصر فلينظر اي كم من الاخوة الفلسطينين والعراقيين واللبنانيين والسوريين واليمنين وغيرهم التجئوا لارض العرب وارض الكرامة واهلها وقيادتها الطيبون.
ستبقى حربنا ضروسا مع الفساد، ولكن والله لو اصبح رغيف خبزنا بدينار لا نشتهي كرامة وعزة وعنفوانا الا ان يكون على ارض الاردن، ووالله لا نقايض بها الا الجنة، ولو كتبت لي الجنة سأتمنى ان يكون من ترابها من تراب الاردن من تل اربد او سفح شيحان او مواطئ بني عطية في رم او مصانع الرجال في البلقاء والطفيلة ومعان والمفرق وجبال عمان.