صراحة نيوز – بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
فعلاً اللي إستحوا ماتوا !؟ لماذا ماتوا !؟ ماتوا قهراً من وقاحة البعض ، ممن يُفترض أنهم قادة القضية الفلسطينية . فليسمح لي أشقاء الدم والروح والقضية ، الفلسطينيون ، بانه لا يحق ، ولا يصح بعد الآن أن يتم إنتقاد موقف أي بلد عربي ، أو مسؤول عربي من موقفهم من القضية الفلسطينية ، لأن (( دودكم من عودكم )) ، ودودكم هنا سُلطتكم ، وبالتأكيد لا أقصد الشعب الفلسطيني الصامد في الداخل إطلاقاً .
منطقياً ، وعقلانياً ، لم تَضُر أية دولة عربية القضية الفلسطينية كما الضرر الذي أصاب القضية ، لا بل وأنهاها ، وأجهز عليها ، من قبل منظمة التخريب (( التحرير )) الفلسطينية ، التي وضعت مولوداً فلسطينياً سفاحاً ومشوها (( منغولياً ))متمثلاً في السلطة غير الوطنية . سلطة تَدّعي بأنها فلسطينية وتُجاهر بعمالةٍ يَندى لها جبين الأعداء ويَنحرِجون من مُبالغة السلطة وتَملُّق وتَفاني رجالاتها ذوداً عن الكيان ، أكثر من قادة الكيان نفسه .
كيف يَصِح ، ويَستقيم أن يتم إنتقاد مصر والأردن مثلاً على توقيع إتفاقيتي عار مع العدو الصهيوني !؟ ثم كيف يُنتقد ويُشهر في الدول العربية التي طبّعت العلاقات مع العدو الصهيوني مؤخراً !؟ وكيف يتم إنتقاد إتفاقيتي (( العار )) للغاز والمياة اللتين وقعتهما حكومات الذل والإذعان في الأردن !؟ حيث يمكن تبريرهما عقلانياً ، من قبل المطبعين المتخاذلين بأنها إتفاقيات تبادل مصالح . بينما ماذا يمكننا أن نُفسر ما أعلنه رئيس السلطة بتعويض العدو عن خسائرة في عملية تل ابيب الأخيرة !؟ هل يمكن تسميته جَبرُ خاطِر !؟ او إعلان للعدو ، وكأنهم يقولون له : بأن قلوبنا معكم — ايها الصهاينة المحتلون — فيما يرتكبه هؤلاء المخربون ( المناضلون ) الشرفاء البواسل ، وبأن أفعالهم عار على السلطة وما هي الا تصرفات ولدانية طائشة من أفراد منحرفين !؟
تعويض !؟ أي تعويض !؟ ولِمن !؟ ومن يدفعُ لِمن !؟ فعلاً الذين يُمكن أن تندى جباههم خجلاً ماتوا . عدوك ، إغتصب أرضك ، وإنتهك عرضك ، وشتت شملك ، وإقتلع أشجارك ، وهدم ديارك ، وسلب مياهك ، ونهب خيراتك ، وقتل شبابك ، وسجن أطفالك ، وانتهك مقدساتك ، وأنت تحرس مغتصب وطنك ، وتنسق معه أمنياً بتسليمه الأحرار المناضلين ليقتلهم او يسجنهم ، او تقتلهم او تسجنهم أنت بالنيابة عنه وفقاً لطاعة العبد الذي إستمرأ الذلّ الى سيده !؟ ومن يُعوّض شعبك عن كل ما فقد وخسر !؟ أيها القراء الكرام ، للعلم شِرْشْ الحياء عند هؤلاء لم يَنقطِع ، لان الحياء غير موجود أصلاً .
المبادرة بإعلان إستعداد السلطة لتعويض العدو عن عملية تل أبيب ، نهج وضيع جديد ، بالتأكيد أن له أسباباً وتداعيات لم تتضح للآن . لانه كان يُكتفى سابقاً بالإدانة ، او الإعتذار . ما الذي إستجد !؟ وما دوافع هذا الكرم الوضيع ، والمجاهرة الرخيصة !؟ سابقاً إنتقدنا الجثو على الركب . ماذا عسانا قائلون عن الإستعداد لتعويض العدو !؟ لكن عندما نتذكر السهرات العائلية المشتركة بين كبار مسؤولي السلطة وقادة العدو في منتجع نتانيا . وعندما نتذكر من ضاجعوا ( المناضلة ) تسيفي ليفني ، ومن ( فاخذها ) — مع الأعتذار للقراء الكرام — لأن وقاحة التعبير ليست من طبيعة قلمي المُهذب ، ولكن لم أجد توصيفاً غير ذلك ، فالوقاحة بالتصرف وليس بالتوصيف .
عمالة ، ونذالة ، وخيانة لأعدل قضية ، ممن يُفترض أنهم مناضليها ، والساعين لتحريرها . لكن لمن يعرف ما خفي ، فنضالهم أمضوه في فنادق الخمسة نجوم ، والتأنق بأفخر وأغلى ربطات العنق ، أما أحذيتهم فهي أطهر منهم وأرقى من قيمهم ، لان خياناتهم غيّبت نضالاتهم . وأختم : فعلاً : إذا لم تستحِ فأفعل ما شئت . أتوسل الى كل الشرفاء الفلسطينيين المناضلين الأحرار في الداخل ، تجاوزوهم ، ولا تلتفتوا اليهم ، ولا تنشغلوا بخياناتهم ، هدفكم واضح ، وشجاعتكم ستوصلكم لتحرير الأرض وتحرر الإنسان ، والله معكم ، وكل شرفاء الأمة يدعون عليهم ويحتقرونهم ، ويدعون لكم بالنصر المظفر ويمجدونكم .