صراحة نيوز – بقلم أسعد العزوني
تماما كما كان الحال بالنسبة للرئيس العراقي الراحل صدام حسين ،فقد كان القرار متخذا سلفا بالقضاء عليه وشطب وتدمير العراق ،سواء دخل جيشه الكويت بخدعة وتدبير سعوديين أم لم يدخل،أو سمح لقوات التفتيش الدولية بدخول العراق أم لم يسمح لها بذلك ،أو إنسحب جيشه من الكويت أم لم ينسحب.
هذا هو هو واقع الحال بالنسبة للإنجيلي الماسوني المتصهين ترامب الذي بات رسميا يعد أياما في البيت الأبيض وإن طالت ،لأن حبل التهم الصحيحة التي تكال إليه لا ينتهي وآخرها دور رجل العمال اللبناني الفاسد جورج نادر وألمقرب من ترامب واحد ممولي حملته الإنتخابية بروندي وعلاقتهما بالإمارات والسعودية في التآمر على قطر،ولأنه أنجز ما عليه للصهاينة.
مغادرة ترامب مطرودا مذموما من البيت الأبيض أكيدة سواء نفذ قراره بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة وقد فعل أم تراجع ،فإن لم ينقلها فسيكون قد أثار عش الدبابير المتمثل باللوبيات الصهيونية التي تصنع قرارات واشنطن السياسية في وجهه ،وسيسرعون الخطى لطرده ،بكشف ما لم يتم كشفه من فضائحه ،فهم متخصصون في ذلك ،ولنا في الرئيسين جون كينيدي وبيل كلينتون خير مثال بالرغم من إختلاف الأسباب،وسيدفع ترامب الثمن لأنه خالف أجندتهم.
أما وقد أوفى ترامب بعهده للصهاينة ونقل السفارة وكسر ما كان مألوفا في البيت الأبيض ،بخصوص قرار نقل السفارة المقر من قبل الكونغرس عام 1995 ،دون أن يجرؤ رئيس أمريكي سابق على تنفيذه ،وكان قرار ترامب الجهنمي بنصيحة أسداها إليه صهره ومستشاره الصهيوني جاريد كوشنير ،من أجل حمايته من المساءلة القانونية له وطرده من البيت الأبيض بسبب إتهام روسيا بتزوير الإنتخابات الرئاسية وتسهيل فوزه على منافسته هيلاري كلينتون ،وأمور أخرى بطبيعة الحال تتعلق بمسلكيته وطريقة أدائه في البيت الأبيض.
يخيل إليه أنه وبعد تنفيذ نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة ،والإعتراف بالقدس عاصمة أبدية موحدة لمستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية النووية ، أنهم سيلتزمون بحمايته ،دون علم منه بأنهم أهل الغدر ومنبع الخبث .
بات لزاما على اللوبيات الصهيونية بعد الرابع عشر من شهر مايو/أيار الذي نفذ فيه ترامب ما وعدهم به ونقل السفارة ،أن يتخلصوا منه لسببين الأول لأنه أنجز وعده ولم يعد لديه شيء آخر يقدمه لهم ،ولذلك وجب عليهم البحث عن ثور أمريكي آخر يجلسونه على سدة البيت الأبيض ليحلبوه ،بينما السبب الثاني فهو أنه بات حملا ثقيلا عليهم ،لأن دائرة الضغط الأمريكية عليه تتسع شيئا فشيئا ،ويحمل كل يوم بسبب غبائه ،تطورات سيئة بالنسبة له ،وينضم إلى نادي كارهي ترامب يوميا المزيد من الشخصيات الأمريكية الوازنة والمؤثرة ،وعليه فإن اللوبيات الصهيونية ومنذ الرابع عشر من شهر أيار ليست معنية ببقائه ،بل تتمنى أن تتم إزاحته اليوم قبل الغد.
بقي القول أنه في حال طرد ترامب من البيت الأبيض ،فإن تحالف المراهقة السياسية في الخليج الذي تحالف معه ودعمه بمئات المليارات لتثبيته في الحكم ،ظنا منهم أنه صانع قرار وسيشن حربا على إيران،ووافقوا له على صفقة القرن ،سيتساقطون هم أيضا أسرع من أوراق الخريف،وإن غدا لناظره لقريب.