يوم السبت الأول من نيسان 2017 وبعد بضعة أشهر من تشكيل حكومة الملقي ومنحها الثقة من مجلس النواب الجديد، وبعد الموافقة على الموازنة، وبعد موجة من رفع الأسعار والضرائب تفاديا لنكسة إقتصادية لعجز قارب النصف مليار دينار، وبعد نجاح القمة العربية، كثرت التكهنات الإعلامية والفيسبوكية التي تردد تشكيل حكومي جديد بعد عودة جلالة الملك من زيارته لواشنطن والتي ستبدأ الثلاثاء المقبل.
إحالة الفريق فيصل الشوبكي مدير جهاز المخابرات العامة للتقاعد وتعيين اللواء عدنان الجندي خلفا له فتح باب التوقعات بمزيد من التغييرات، خاصة مع ما ورد من تحليلات مختلفة في هذا السياق، ومهما يكن فالترتيبات الأمنية وحماية الأمن الوطني الداخلي والخارجي أمران بقبضة جلالة الملك وأجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة والموصوفة بالحديدية في هذا الخصوص بفضل الله تعالى.
حكومة الملقي أصبحت رشيقة بعد المراحل التي مرت بها والملفات التي قامت بالتعامل معا في وقت قياسي، فأصبحت قادرة للعمل على تحسين وضع المملكة إقتصاديا وإنعاش الأوضاع المجتمعية، خاصة لأنها التي تعاملت وستتعامل مع مخرجات القمة بالشأنين الإقتصادي والسياسي، كما وأن لديها خطة عمل إقتصادية قصيرة إلى متوسطة المدى تسير على نهجها.
في الوضع الطبيعي ومع إستمرار الخيارات الداعية لأن تكون الأولوية نحو إنعاش إقتصاد المملكة فإن بقاء حكومة الملقي مرجح جدا، مع إحتمال بسيط جدا بتعديل خفيف.
كانت بوصلة الإعلام تشير إلى معالي الفريق حسين هزاع المجالي لتشكيل الحكومة المتوقعة خلفا للملقي، ومن المعروف عن الرجل قدرته في الملف الأمني خاصة وأنه المهندس الذي مرر الربيع العربي دون أن تراق قطرة واحدة من الدماء، وكان حكيما لدرجة أنه تعامل مع الحراك السلمي بيد تقدم الماء والعصير، ويد تطبق القانون بحزم دون مهادنة على من يتجاوز القانون.
إن كان هنالك خيارات قادمة معينة تتطلب أن تكون الأولوية للشأن الأمني بحكومة تدير ملف البلاد التنفيذي، إضافة للقدرة على التعامل مع قضايا الأمنين الداخلي والخارجي، فإنه من المرجح أن يحصل التشكيل الوزاري الذي دقت أجراسه ببالون إختبار بعض المواقع الإعلامية الإلكترونية.
زيارة جلالة الملك إلى واشنطن تحمل ملفات هامة خاصة بعد النجاح الكبير في القمة العربية ووضوح الموقف العربي من القضايا الساخنة، والإتجاه الدولي يضاف لها لتحديد أولويات المرحلة القادمة.
جلالة الملك يقود المرحلة بحكمة وحنكة سياسية كبيرتين ليستمر بتجنيب البلاد مخاطر المرحلة والتي أكلت الأخضر واليابس في دول مجاورة ودول شقيقة، ومهما يكن فكلنا مع خيارات الملك وكلنا ثقة بقيادته لهذا المركب.
أ.د. محمد الفرجات