صراحة نيوز – بقلم جميل النمري
قد تكون القمم الثلاث في مكة المكرمة (الخلیجیة والعربیة والاسلامیة) مناسبة لبحث صفقة القرن ایضا وورشة البحرین الاقتصادیة الى جانب موضوع ایران وھي السبب الأساسي للدعوة السعودیة.
استضافة الورشة الاقتصادیة في البحرین قد توحي بموقف خلیجي متساوق مع صفقة القرن لكن احدا لا یجرؤ علنا على تأیید حل یشطب الحقوق الفلسطینیة عن آخرھا. ولا حاجة ان یكون المرء وطنیا متشددا لیقف ضد الصفقة، فمن وجھة نظر براغماتیة وواقعیة یمكن الحكم علیھا بأنھا فاشلة لأنھا تدیم الاحتلال ولا تعطي للفلسطینیین دولة قابلة للحیاة وفرصھا في تحقیق الاستقرار والرضى معدومة.
لكن ورشة البحرین لا تعقد رسمیا من أجل بحث صفقة القرن بل من اجل ”مساعدة الفلسطینیین اقتصادیا“ وھو أمر مشروع لأول وھلة، فأحد عوامل صمود الفلسطینیین على ارضھم ھو دعمھم اقتصادیا لكن كیف یستقیم أمر رعایة الولایات المتحدة للورشة وھي التي تمارس التضییق الاقتصادي على الفلسطینیین وقطع الدعم عن الأونروا وتعلن صراحة انھا تعاقب الفلسطینیین اقتصادیا بسبب موقفھم السیاسي، فكیف تعقد مؤتمرا لدعم الفلسطینیین اقتصادیا؟!
من الواضح ان الورشة لیست مخصصة لتقدیم فلس واحد للفلسطینیین الآن بل بحث الدعم الممكن لھم في اطار صفقة القرن وكما ھو معلوم فالصفقة تطرح افكارا اقتصادیة واستثماریة تدیر الرؤوس مقابل تجاھل الحقوق السیاسیة.
أكثر من ذلك لن تسھم الولایات المتحدة بتقدیم فلس واحد فھي في زمن ترامب تأخذ فقط. ھي لیست مستعدة حتى لتمویل تصفیة القضیة الفلسطینیة من جیبھا، بل ترید تصفیتھا بأموال خلیجیة وھذا جوھر لقاء المنامة. ولا اتوقع توجیھ مبالغ مباشرة لتمویل السلطة الفلسطینیة ولدعم المقدسیین والفلسطینیین في وطنھم فھذا اصلا یقف على النقیض من سیاسة ورغبات الولایات المتحدة ولذلك فالمرجح أن یقتصر الأمر على استعراض تمویل المشاریع المستقبلیة المرتبطة بصفقة القرن لیقول ترامب للفلسطینیین اقبلوا الصفقة لتحصلوا على ھذا الدعم!.
كیف ستتصرف اذن الدول العربیة التي ستحضر الورشة؟! لا اجد اي منطق في التساوق مع المخطط الأمیركي لجعل الخلیجیین یدفعون ثمن مشروع أرعن لتصفیة القضیة الفلسطینیة وضعھ ھواة متعجرفون موالون قلبا وقالبا للیمین الاسرائیلي المتطرف وأوھامھ في القضاء الى الأبد على حق الفلسطینیین الوطني في كیان ودولة على ارضھم.
ان سقف المشروع واضح ولاّ نعرف كیف رد ّ كوشنر وغرینبلات على تأكیدات جلالة الملك القاطعة بأن لا حل الا بدولة فلسطینیة مستقلة وعاصمتھا القدس الشریف! وموقف الأردن مع الموقف الفلسطیني یجعل من تصور السید كوشنر للحل وفي سیاقھ ورشة المنامة عبثا لا طائل منھ.
عودة الى مؤتمرات مكة المكرمة وتحشید الدعم للسعودیة في مواجھة التھدیدات الایرانیة، فلا بأس من استصدار مواقف الدعم السعودیة، لكن صدقا لن یفید ذلك السعودیة في شيء وأقوى منھ الف مرة تحشید الضغط لمراجعة ایرانیة لسیاساتھا التوسعیة في الداخل العربي بالتوازي مع مساع ووساطة اسلامیة لتطبیع العلاقات وتغلیب حسن الجوار وبالتالي سحب أداة ابتزاز رئیسة من ید ترامب، الابتزاز المالي والابتزاز السیاسي لقبول صفقة القرن والخضوع لاسرائیل والأوھام التوراتیة للفئات المتصھینة في الولایات المتحدة وقد افرحنا صدور موقف صارم من الكنائس الانجیلیة في فلسطین والأردن لا یرفض صفقة القرن والتنكر للحقوق الفلسطینیة فحسب بل یدین موقف قادة بعض الكنائس الانجیلیة في الولایات المتحدة وتسخیر خطاب ھذه الكنائس لصالح الروایة الصھیونیة والأوھام التوراتیة.
الغد