صراحة نيوز – بقلم المهندس م سمير الحباشنة
منذ أن وعيت على ما حولي،استطيع ان اقول ،بان كل رؤساء أميركا بدءً بجونسون، ومروراً بنيكسون ،فورد،كارتر،ريغان، بوش الأب،كلنتون،بوش الإبن، وصولاً الى اوباما.. جميعهم طرحوا مبادرات، لحل الصراع مع اسرائيل. مبادرات ، كان مصير جميعها الفشل،لأن اي منها لم تحاكي الاشواق الفلسطينيه ولم تنسجم مع القرارات الدوليه، وكانت منحازه الى اسرائيل ،ولو بدرجات متفاوته،، لذى فان هذه المبادرات كانت تتوارى ومن ثم تموت ، حال خروجها للعلن. .
اما “صفقة قرن” إدارة الرئيس ترامب،، فقد ماتت قبل ان تُولد “كما وصفها د.حسن البراري”. ذلك لأنها افصحت عن وجهها الاكثر بشاعه،لأنها عملياً تنكرت لوجود الشعب الفلسطيني تماما،وتعاملت معه وكانه مجاميع سكانيه، تفتقر إلى أدنى متطلبات العيش ، وبالتالي فهي قضيه انسانيه،تحتاج إلى جهود خيريه!!تماما مثل حملة بريجيت باردو لحماية بعض الحيوانات..!!. فهي تتجاهل الحقوق التاريخيه لشعب لا يقبل بأقل مما اتفق عليه العرب في بيروت.بل وتتجاهل الحضور الديغرافي الفلسطيني على أرض فلسطين التاريخيه ،والذي يعادل او يزيد عن الوجود الديمغرافي الصهيوني.. !!! بل وتتجاهل تلك الاراده الحديديه التي تميز الفلسطينيين.والاصرار على الانعتاق والحريه .فالفلسطينيون ليسوا بالهند الحمر، وهم سليلو أمة لها تاريخ وحضارة متجذرة على هذه الارض.
أن أجتماع وارسو ، وتلاه اجتماع البيت الابيض، وورشة المنامه المنتظره نهاية الشهر القادم، ، جميعها لن تجدي نفعاً،وهي ليست الا غرف إنعاش، تسعى لانقاذ “الصفقه”، التي هي جثه، بلا أنفاس وبلا قلب يخفق.. ..
هو صراع طويل،صراع أجيال،ومادام الفلسطيني على أرضه،متشبثاًصامداً ،”فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون”..
وتذكروا أن الاوربيين جاءوا إلى هذه البلاد ، وهم يخفون أطماعهم الأستعماريه، تحت يافطة “الصليب” مع ان “المسيح” عليه السلام، منهم براء .وقد بقوا على هذه الارض غرباء، حوالي ال200عام الى ان أتت اللحظه التاريخيه، فأخْرجناهم. وهؤلاء يأتون تحت يافطة “موسى” عليه السلام وهو منهم براء.. وسوف يأتي جيل يجابههم بمصيرهم الذي لن يختلف عن مصير من سبقهم من الغزاه..
هي دورة التاريخ،تنتصر الى الحق، في اللحظة التي يمتلك بها الحق أدواته التي تأتي بالنصر…
وبعد..وعلى اي حال ،وبعد إخفاق نتانياهو بتشكيل حكومه،فإن الصفقة كما أظن لن تعلن او سوف تؤجل،، كما انه لم يعد لورشة البحرين من ضروره، وحتى وان أنعقدت ، فلن يكون ماَلها بعيدا عن ماَل ماسبقها.