صراحة نيوز – بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
عجيب أمر الإنسان ، لا يشعر ، أو ربما يستخف ، بما وهبه الله ، الخالق العظيم ، من نِعمٍ ، لا تُعد ، ولا تُحصى ، وتاج هذه النِعم ، وسنامها ، هو العقل ، ومركزه الدماغ ، هذه الكتلة صغيرة الحجم ، إذا ما قورنت بباقي الجسد . يتكون الدماغ البشري من كرة هلامية ، تميل الى اللون الوردي ، ويتميز سطح الدماغ بالعديد من النتوءات ، والأخاديد . يزن دماغ المولود حديث الولادة أقل من نصف كيلو غرام ، وعندما يصل الى ست سنوات ، يصبح وزن دماغه ( ١,٤ ) كغم ، ويعتبر هذا الوزن هو الوزن الأقصى لدماغ الإنسان . ويعتبر الدماغ هو العضو الرئيسي في الجهاز العصبي ، وهو الذي يتحكم في الجهاز العصبي المركزي ،وللدماغ دور وظيفي مهم ، فكل فص من فصوص الدماغ الرئيسية مسؤول عن الكثير من الوظائف التي تساعد الجسم ليقوم بكامل أنشطته اليومية ، بكل حيوية ونشاط ، وكذلك يتحكم في النطق ، والتوازن ، ويتحكم في السلوك ، والعضلات الإرادية ، وفي التفكير ، كما يضبط توازن الإنسان في السير والحركة بشكل متوازن ودقيق بدون الشعور بالدوار ، حيث ينسق الدماغ بين الأذن الداخلية ، والعين ، والجهاز الحسي العضلي للحفاظ على التوازن .
ما ورد أعلاه ، ليس لحصر وظائف الدماغ مطلقاً ، لسببين أولهما عدم معرفتي ، لا بل جهلي بذلك ، والسبب الثاني ان العلم لم يتمكن حتى الان من معرفة قدرات ، وامكانات ، وتعقيدات عمل الدماغ .
أستغرب من الإنسان ، الذي وهبه الله هذه النِعم ، ان يسعى بنفسه ، وبكل جهالة ، ورعونة ، وطيش ، وعدم إحساس بالمسؤولية ، ان يقوم بتناول مواد مخدرة ، تذهب بكل النعم التي وهبه الله إياها .
لا حظوا معي ان من يتناول المخدرات ، يذهب عقله ، فلا يعرف ماذا يقول ، ولا كيف يقول ، ويبدو مشوش التفكير ، لا يقوى على التعبير ، يترنح في مشيته ، ولا يقوى على الاعتدال في وقفته ، ولا التحكم في مشيته ، يفقد السيطرة على جسمه ، ويختل توازن العضلات الارادية واللاإرادية ، ولا يهتم بنظافته ، والأخطر انه يفقد السيطرة على أفعاله ، فقد يقدم على القتل ، او الحرق ، أو إيذاء نفسه وغيره ، ومن الطبيعي ان يؤذي نفسه او غيره ، كما انه على استعداد لأن يعمل أي شيء مهما كان خطيرا للحصول على المخدرات ، لماذا !؟ ليُذهب عقله ، ويخرج من عالم البشر ، ويتحول الى درجة من الشراسة تفوق أعتى الحيوانات .
هل يُعقل ، ان يذهب إنسان عاقل بعقله ، وينحط بسلوكه لدرجة أقل من الحيوان ، والعجيب انه يقوم بهذا السلوك ، طائعًا مختارًا ، في طيش ، ورعونة ، وبوهيمية ، تُخرجه من عالم الإنسان ، الى درجة يكون الحيوان ارقى منه بدرجات ، لان الحيوان يدرس تصرفاته ولا يُقدم على الخطر كحدٍ ادنى .
مديرية مكافحة المخدرات ، تقوم بجهد تعجز عنه حكومات ، ورجالاتها يضحون بحياتهم ، من أجل حياتنا ، ومن اجمل حماية كل ارعن من نفسه ، ردعاً له حتى لا يأخذ نفسه وغيره الى التهلكة ، وبالرغم من هذا العطاء المتميز لرجال مكافحة المخدرات ، الا ان طبيعة عملهم وخطورته يتطلب منهم التجديد ، والتطوير ، وان يكون أدائهم في عملهم بقدر التهديد المحتمل ، لان التهديد خطير ، ومستمر ، لا بل في تنامٍ ، والخطر داهم ، وضرره خطير ، لا بل مدمر للمجتمع من كافة النواحي .
ما يطمئننا ، انه رغم التردي الواضح في اداء غالبية وزارات ومؤسسات الوطن ، الا انه والحمد لله ما زال هناك ادارات متميزة في عطائها ، وانتمائها ، لهم كل الاحترام والتقدير . لكنني أتساءل هل مدارسنا وجامعاتنا خالية من المخدرات !؟ وعليه هل كل ما نسمعه عن تعاطي الطلبة للمخدرات غير صحيح !؟
المخدرات آلة تدمير ، وضياع ، عظيمة التأثير ، دمرت من المجتمعات الكثير . أنصح شباب الوطن : لا تُذهب عقلك ، ولا تَهن نفسك ، ولا تَخسر حياتك ، ولا تُعذب أهلك ، ولا تهدد وتدمر حياة غيرك .