صراحة نيوز – بقلم عوض الملاحمة
بما ان كل المؤشرات تُشير الى انه لم ، ولن ، يتم الإصلاح السياسي ، والاقتصادي المنشود . وكما يبدو انه ليس هناك نية لتحقيق الإصلاح الشامل ، فإنني اقترح القيام بحملات وطنية ، متتابعة ، كل حملة تحمل شعاراً معيناً ، لتحقيقه . وعليه اقترح القيام بحملة وطنية قوية ، لا هوادة فيها ، لإلغاء الهيئات المستقلة التي إستُحدثت قبل حوالي خمسة عشر عاماً ، والتي نكبت موازنة الدولة الأردنية ، وأثّْرت تأثيراً سلبياً على المالية العامة للدولة الأردنية ، فأحدث تمويلها عجزاً مستمراً ، ومتزايداً في الموازنة العامة ، مع انه لا داعي مطلقاً لوجودها ، حيث تم إجتزاء مهامها وصلاحياتها من صلاحيات وزارات قائمة منذ نشأت الدولة الأردنية ، وليس هناك الا هدفاً فريداً ، وحيداً للغاية من إنشائها ، يتمثل في تنفيع ابناء الطبقة الأرستقراطية ، المسيطرة على كل مفاصل الدولة الأردنية .
الهيئات المستقلة غايتها التنفيع ، ليس الاّ ، وعددها يزيد عن (٧٣ ) هيئة ، تستنزف سنوياً ما يزيد عن ملياري دينار اردني . وأرى ان الوقت الحالي للحملة ، يعتبر مثالياً ، حتى لا يتم ادراجها في مشروع موازنة العام القادم ٢٠٢٠ ، التي ستتقدم بها الحكومة الى مجلس النواب . وحتى لا يُظلم العاملون فيها ، يتم إقتراح إلحاقهم في الوزارات المختصة ، شريطة ان تحتسب رواتبهم ، ومزاياهم على كادر الوزارة التي يُدمجون بها .
لا تأملوا خيراً من رئيس الوزراء الحالي ، بهذا الموضوع ، حيث يبدو انه مسلوب الإرادة ، والقرار ، ولا يقوى على الإقدام على اتخاذ هكذا قرار ، يبدو انه اكبر منه ، ومن قدراته ، ومن صلاحياته المسلوبة ، فهو ليس اكثر من تابع ، يُؤمر فيستجيب ، ولا يقوى على فعل شيء ، والدليل على صحة ذلك ، انه وعد ، وامام العامة ، وعد عدة مرات ، بان يُقدِمَ على قرار الغائها ، وذهب كلامه ، وتبخرت وعوده ادراج الرياح .
حكومة تَخضع ، وتَخنع ، للضغوط ، فَشِدّْةُ المطالبة ، والإصرار عليها ، والتصعيد لتحقيقها ، يُجبر الحكومة على إستجداء القوى الخفية التي تُسيرها ، وتسيطر على قرارتها ، للإستجابة لمطالب الشعب . فهيا لمباشرة حملة وطنية بهدفٍ ، وغاية واحدة تتمثل في المطالبة بإلغاء الهيئات المستقلة التي إستُحدثت في العقدين الأخيرين ، وإعطاء مدة زمنية لاتخاذ القرار ، بحيث يتم تنفيذه قبل نهاية العام الحالي ، على ان يكون حراكاً متنوع الوسائل ، والأدوات ، سواء بوسائل الإعلام ، ووسائل التواصل الاجتماعي وخلافه .
هو يخشى حتى حدّ الخوف ، وهم وقحون لا يخجلون ، ويستغلون الظروف .