صراحة نيوز – بقلم أ.د.محمد طالب عبيدات
ربما أصعب أوقات المترشحين هذه الأيام في زمن كورونا إختيارهم لشركائهم لتكملة كتلهم الإنتخابية؛ حيث أن تجربة الكتل في البرلمان السابق في دورته الثامنة عشرة لم تفسح المجال للمترشحين ليستخدمهم رأس القائمة كحشوة للكتلة؛ وهذا يؤشر لحالة رُهاب إنتخابي من الأقوياء والنواب السابقين وأبناء العشائر الكبيرة والحزبيين من أبناء العشائر وغيرهم؛ إذ يتلكأ معظم المترشحين في تشكيل كتلهم سوى الكتل العشائرية والمناطقية البحتة كنتيجة لحالة التردد السائدة عند بعض المستنوبين؛ مما حدا ببعض المترشحين من الإنسحاب مبكراً من حلبة الصراع الإنتخابي ليمنح الفرصة لغيره للعطاء:
١. تشكيل القوائم الإنتخابية وفق قانون الإنتخاب فنّ وذكاء وخُلق وحتى عبقرية لغايات تعظيم أصوات ونسبة المقترعين في الكتلة نسبياً بالنسبة لبقية الكتل الإنتخابية؛ وكذلك الصراع الداخلي بين أعضاء الكتلة الواحدة لإستخدام القائمة النسبية المفتوحة حيث إذا ما فازت القائمة تكون الغلبة للحاصل على أعلى الأصوات.
٢. تشكيل القوائم الإنتخابية لها حساسية مفرطة من حيث قُرب او بُعد المترشحين رقمياً نسبةً لبعضهم البعض؛ فقربهم من بعضهم يعني أن حُمّى المنافسة ستشتعل؛ وبُعدهم عن بعض يعطي مؤشر لإستخدام حشوات في القائمة.
٣. تشكيل القوائم الإنتخابية أحياناً تجعل قيمة لكل مرشح للإنتخابات وفق وزن وحجم أصواته في المنطقة الإنتخابية؛ وإن كان عدد أصوات المترشّح فإن ذلك يعكس الحقوق التي يحظى بها وفق الدستور؛ ولذلك فكل مترشح يطمح بنتائج إيجابية.
٤. تشكيل القوائم الإنتخابية تجعل كل المترشحين الأقوياء في الكتلة الواحدة يحسب بأنه الأقوى ليصبح نائباً؛ وهذا مبدأ أناني وإن كان ديمقراطي؛ لكن الأصل أن يكون هنالك إيثار بين كل المترشحين وقبول النتيجة حيثما كانت.
٥. تشكيل القوائم الإنتخابية يجب أن يحظى بوجود ميثاق شرف بين المترشحين لغايات الأمانة والروح الرياضية وعدم الخيانة بين المترشحين؛ فالكتلة وأعضاؤها جسم واحد لا فرق بينهم؛ ولهذا فالإكثار بينهم يجب أن يكون حاضراً لغايات الإلتزام بالنتائج أين كانت.
٦. تشكيل القوائم الإنتخابية يجب أن يكون رصيناً ومتماسكاً ووازناً من حيث تكافؤ الفرص؛ ويتم ذلك من خلال قُرب وزن المرشحين من بعضهم البعض؛ وهذا يضمن عدم إنسحاب أحدهم أو بعضهم في اللحظات الأخيرة مما يؤدي لتعزيز فرص القوائم الأخرى في النجاح على حساب قوائمهم؛ وهكذا تصرفات يشكّل قمّة الخيانة والخداع.
٧. تشكيل القوائم الإنتخابية ذات اللون الواحد العشائري لها وعليها؛ فيسجل لها ضمان صبّ الأصوات للقائمة أنّى كان الناجح فيها وبالتالي لا تتهرّب الأصوات أبداً خارج القائمة؛ ويسجل عليها أنها تتحول لقروية أو مناطقية أو جهوية في حال حجب الأصوات من أحد المرشحين.
٨. مطلوب إبان مرحلة تشكيل القوائم الإنتخابية الحذر من لغة الأرقام ومقارنتها بالقوائم الأخرى والسرعة في تشكيلها قبل تلاشي المترشحين وإنضمامهم لقوائم أخرى مما يجعل بعض المترشحين يعلن عن إنسحابه مبكراً من السباق الإنتخابي؛ وبالتالي فالإنتخابات حرب باردة والفائز فيها من يمتلك حنكة تشكيل القوائم الإنتخابية.
بصراحة: إن تشكيل القوائم الإنتخابية بات هاجساً وكابوساً لمعظم المترشحين؛ ومع مرور الوقت وإقتراب زمن تشكيل القوائم وفق الإطار الزمني الذي وضعته الهيئة المستقلة للإنتخاب؛ فإننا نلحظ المترشحين في سباق مع الزمن؛ فكلما تم تشكيل القائمة مبكراً تزداد فرصة النجاح بسبب تشكيل القوائم في أريحية وليس في سباق مع الزمن؛ وفن وإدارة تشكيل القوائم هو مفتاح الطريق لمجلس النواب؛ فتشكيل القائمة يشكّل النسبة العظمى من متطلبات النجاح.
صباح الوطن الجميل