صراحة نيوز – كتب أ.د. محمد الفرجات
في أجواء شرقيات جافة باردة بلا ثلوج، كانت قد زامنت دخول مربعانية الشتاء، يجلس الأردنيون حول المدافيء والمواقد تارة يتأملون القادم بخوف ككل العالم حول الوباء وآثاره، وأخرى يتحدثون عن واقع الحال الإقتصادي، وتنتهي جلساتهم غالبا بلا أجوبة.
بالتزامن مع ذلك وعلى مدار الساعة ليلا نهارا تعمل حكومة بشر الخصاونة على صياغة برنامجها، لتتقدم به أمام أعضاء البرلمان المنتخبين حديثا لنيل الثقة.
مكونات الخطاب الذي سيلقيه الرئيس المكلف أمام البرلمان سيشمل ويستجيب لعدة مكونات:
١- الإستجابة لخطاب العرش السامي
٢- الإستجابة لكتاب التكليف السامي
٣- نبض الشارع وعلاج واقع الحال
٤- بداية مجلس نيابي منتخب حديثا
بيد أن تدفق الإيرادات ووضع الموازنة والوضع الإقتصادي العام، كلها ستحكم إلى حد كبير واقعية خطاب الحكومة لنيل الثقة.
فالشارع ومجلس النواب سيراقبون بلا شك ما جاء من وعودات وبرامج تبدأ من بداية ٢٠٢١م، والحكومة حديثة التشكيل يهمها كثيرا أن تفي بجزء على الأقل مما تعد، خاصة وأن الأجيال المتعطلة عن العمل من الشباب، والقطاعات المتضررة من جائحة الكورونا، كلها تراقب بعناية أيضا وعن كثب، أمام سوشيال ميديا وإعلام يقرأون جيدا ما بين كل السطور والتنقيط والحركات.
النواب المنتخبون حديثا لديهم طلبات كثيرة، ويملأهم الحماس، وسقف التوقعات مرفوع، والناخبون يتأملون، ولسان الحال واحد “بدنا تعين هالولد”.
على كل الأحوال فحكومة الخصاونة أمامها فرصة لم تتحقق في عهد من قبلها من حكومات، ففوز بايدن يريح الإقليم، ويعطي الأردن الدافعية للعب دوره السياسي بقوة، لتتمكن دوائر صناعة القرار من عكس ذلك إقتصاديا على الدولة الأردنية.
هنا فلن نتحدث كثيرا عن دور منتدى النهضة ودعواته المستمرة للإقتصاد التعاوني وقرى البحث العلمية في الجامعات، كرافعات داعمة للإقتصاد الوطني، إضافة لجهود المنتدى في بناء فكر النهضة، والوصول للمحافظات بصناعة خارطة طريقها التنموي.
كل ما ندعو له شراكة تعظم هذه الجهود التي بدأت وإستمرت منذ أعوام، فالجميع شركاء في التنمية، والأولوية للفكر الشامل الواقعي المتزن والقابل للتطبيق، وذات المخرجات القابلة للقياس، لتحقيق طموح الشعب الأردني بالرفاه، في مدنه وقراه وبواديه ومخيماته، وكما يريد سيد البلاد تماما.