صراحة نيوز – كتب نجم الدين الطوالبة
بنفس الصوت الحزين الذي خاطبتك به قبل يومين يا جلالة الملك ، اخاطبك به الآن … أكلتنا الفاجعة … ابتلعتنا الجائحة ، وكل العالم يتفرج على ما أصابنا ، بعضهم يحزن علينا وبعضهم يتشفى فينا ، والسبب والله لا هو انت ولا هو نحن …
السبب هم … هم الذين اقسموا بين يديك بأنهم سيكونون مخلصين للملك وأنهم سيحافظون على الدستور وسيخدموا الأمة وسيقوموا بالواجبات الموكولة إليّهم بأمانة ، وها هي الامانة تُلقى على قارعة الطريق على شكل ارقام وصلت الى 8300 حالة .
مولانا يا جلالة الملك : الموضوع لم يعد فقرا او قهرا او ديون او قروض او تدريس ابناء ، الموضوع اصبح موضوع موت او حياة ، حتى الدول التي ابتلاها الزمن بالثورات والحروب لم تصل فيها الارقام الى ما وصلنا اليه ، والسبب ان هذه الحكومة بدات تجتهد على حساب ارواحنا … فقد ارعبونا بالبيانات يا جلالة الملك ، وقتّلونا خوفا بالتهديدات يا جلالة الملك ، ورؤوسنا التي تعودت ان تبقى عالية في ظل الهاشمين ستبدا بالتدحرج على رأي معالي وزير الاعلام يا جلالة الملك ،،، وهذا انقص لدينا المناعة لمقاومة الجائحة …
انا لا ادافع عن هذه الحكومة المسكينة التي جاءت في ظروف اكبر منها ، وصحيح انني متعاطف معها ، ولكن كيف لهذه الحكومة أن تجابه جائحة كونية ووزير الزراعة فيها مهندس ميكانيكي ووزير الاعلام فيها مهندس معماري ، فلو وضع المختص في دائرة الاختصاص وكان معالي الاخ وزير الزراعة امينا لعمان الكبرى ومعالي الاخ وزير الاعلام وزيرا للأشغال العامة لقلنا ان الحكومة مشغولة بجائحة الكورنا والاقتصاد … وليست مشغولة بتقسيم المناصب على العباد …
هذه المصيبة التي حلت بنا يا مولانا عن دون دول العالم من حيث الاعدادُ والارقامُ تحتاج الى حكومة فيها نكهة وصفي وذكاء زيد وجرأة مضر …
أنا على يقين من خلال حدسي الاعلامي أنك همست ذات يوم في اذن الرئيس بعدم اللجوء للحظر الشامل الا في الظروف الاستثنائية اذا حصلت ، وها نحن في وجه عاصفة الظرف الاستثنائي ، ولكن الحكومة أضعف من أن تلجأ الى حظر شامل لمدة اسبوع على الاقل ، فاصدر امرك السامي باسرع وقت ممكن يا مولانا قبل ان يقع الفاس بالرأس وقد وقع ، فالثقة بين الشعب والحكومة صفر ، ولكن ثقتنا بك يا جلالة الملك تسري في دمائنا ، فمهما كان القرار منك فسيكون مقبول .
علمهم كيف تكون جرأة القرار عندما يصبح الامر مقضيا ، وعلمهم أن يدركوا من جديد ماذا يعني ( ان الانسان الاردني اغلى ما نملك) فقد تصلح هذه الحكومة في زمن غير هذا الزمن … ولكن زمن هذه الجائحة (العاصفة) يحتاج الى رجل دولة حمل البندقية ذات يوم .