صراحة نيوز – بقلم موسى العدوان
يروي الكاتب أدهم شرقاوي القصة التالية واقتبس بتصرف :
” سقطت البيضة من عش النسر إثر زلزال عنيف، واستقرت في قن الدجاج. فقررت الدجاجة العجوز أن ترقد عليها حتى تفقس. فخرج منها نسر صغير تربى مع الدجاج، فكسب طباعهم وصار يأكل الحب مثلهم.
لم تكن السماء إحدى أحلامه لأنه تربى مع الدجاج الذي لا يطير. وفي احد الأيام كان النسر يلعب في ساحة القن مع إخوته الدجاج. فشاهد مجموعة نسور تحلق عاليا في السماء. تمنى أن يحلق مثلهم، لكنه قوبل بضحكات الاستهزاء من إخوته وقالوا له : إن الدجاج لا يطير. وبعدها تنازل النسر عن حلم التحليق في الأعالي، فعاش دجاجة ومات دجاجة.
نحن أمة تعيش عيشة النسور التي تربت مع الدجاج، عندما سقطت ذات يوم من أعلى الجبل، لتجد نفسها في قن الدجاج. فاقتنعت أنها قطيع من الدجاج، لم يعد يغريها التحليق في السماء، لأنها تربت أن الدجاج لا يطير.
الأجنحة القوية التي تملكها لم تضمر، ولكن الهمم فترت وصرنا نرى أن واقعنا أقوى منا، فعشنا واستسلمنا ولم نسع لتغييره، نعتمد على مؤونة هذا وذاك لنأكل، وننسى أننا أمة كانت تنشر القمح على رؤوس الجبال، كي لا يقال أن الطير جاع في بلاد المسلمين. وكان خليفتنا يخاطب السحابة في السماء: إمطري حيث شئتي فسيعود خراجك لنا.
صرنا إذا انتهك عرض مسلمة نقول: لا حول ولا قوة ألا بالله، ونتابع حياتنا ونرجع إلى قن الدجاج وكأن شيئا لم يكن. وننسى أننا الأمة التي كانت تسير جيشا جرارا لنجدة إمرأة قالت وامعتصماه.
وننسى أننا أمة كان خليفتها يخاف أن يسأل عن دابة تعثرت في العراق وهو في المدينة : لم لم تمهد لها الطريق يا عمر ؟
أما وقد رضينا بعيش الدجاج، فلم يعد لنا من هذا الأمر إلا ما رضي أن يعطيه لنا الآخرون “. انتهى الاقتباس.
* * *
أتساءل:
١. ألا تمثل عيشة الغالبية منا في هذا الوطن عيشة الدجاج ؟ ونستسلم لما يدور حولنا من تدمير لمقدرات الوطن وانتشار للفساد، وأقنعنا أنفسنا بأننا لا نستطيع فعل شيء لتحسين الأحوال ؟
٢. ألم نعد ننتظر الصدقات من المحسنين في الخليج العربي ليفكوا أسر الغارمات من السجون، كما فعله الهلال الأحمر الإماراتي ؟
٣. ألم يقدم الهلال الأحمر الإماراتي مساعدات للفقراء بمبلغ كبير من المال ؟
٤. ألم يقدم الهلال الإماراتي أيضا كسوة الشتاء لفقراء الأردن ؟
قد يكون الهلال الأحمر الإماراتي يخطط حاليا لتقديم كسوة الصيف القادم لفقراء الأردن، لكونهم بحاجة للمساعدات التي تعجز الدولة عن تقديمها لمواطنيها، بسبب الفساد المالي الذي أفقر الدولة، وهي التي تدعي الحرص على خدمة المواطنين، وتحسين ظروف معيشتهم.
ونحن أذ نقدم كل الشكر والتقدير للهلال الأحمر الإماراتي، إلا أننا نعيب على دولتنا أن توصل الشعب الأردني إلى هذا الحال المحزن، ومع هذا تقول ” افتخر بأنك أردني ..! “.