صراحة نيوز – بقلم م مدحت الخطيب
غالبًا ما يشار إلى الشماعة بذاتها باسم حامل القبعات، فهي تستخدم في الغالب لتعليق المعاطف والسترات والمظلات صيفاً وشتاءً.. اما نقابيا فاصبح صندوق التقاعد شماعة من لا شماعة له وحديث يطيب للمتنافسين الخوض فيه كلما اقتربت الانتخابات وزادت حدتها.
يوم أمس دار حديث مطول وحتى ساعات الفجر لما يزيد عن 200 زميل جمعنا قروب نقابي قد يكون ممثل للكثير من الوان الطيف الهندسي (ابيض اخضر نمو ومستقلين)..
تحدثنا، اتفقنا، اختلفنا، اتهمنا بعضنا بعضا من باب الانتماء اللوني لا النقابي او القانوني، سطرنا قوانين وتعمقنا في كل شي الا في البحث عن الحلول لما نحن عليه من خلاف مع اننا جميعا نعرف الداء والدواء!!!
فمتى سترفع الاقلام وتجف الصحف وينتهي هذا الجدل المستمر فلسان حال الصندوق يقول وكَأَنّي حِصانٌ مالَ عَنهُ جِلالُهُ ؟؟؟
انفض السامر كالعادة بلا عتاب ولا حساب ولا ثواب ولا عقاب، واصبح الامر كالشمس في رابعة النهار ، فلا جديد يقال في شأن الإخفاق او الاستحقاق او حتى التفكير في تغيير المشهد الذي نعيش ،وكاني باحدهم يقول من يتنكب طريق النور فلن يجد الا الظلام والضياع !!.
أنفض السامر ولم نناقش أو نطرح الحقيقة التي تسببت في ما نحن عليه اليوم ، غمزة هنا وهمسة هناك، ضحكة هنا يتبعها تعليق هناك ، بوح بطرف خيط من تقريرلجنة تم تشكيلها لم تجد مخرجاتها النورهنا وتعطيل هناك، توافق هنا واختلاف هناك ، هي حالنا كما هي منذ عشرين عام يأبى قادة المشهد أن ينعم الصندوق الا بطمأنينة زائفة ,طمأنينة الأقرار الخادع المرتبط بواقع المشهد الانتخابي لا اكثر..
اليوم و بعيداً عن التشويش والشعارات والشائعات اقول ان كنتم جادين في البحث عن الحلول اعيدوا للصندوق شيبته البيضاء ووقاره المعهود ومكانته التي تحترم في نفوسكم قبل اعمالكم…
لذلك ومن باب الهمس المباح بعيدا عن ارْتِفَاع صِيَاحِ الأَصْوَاتِ وَاخْتِلاَطهَا انتخابيا؟؟؟
هل بالفعل يبحث قادة العمل النقابي بصدق عن الحل ام ان الصندوق سيبقى عكازة الانتخابات لا بل الملاذ المشوق للتراشق والتناحر فيما بيننا، ومفتاح الفوز لمن يجيد فن الاثارة والعزف الانتخابي ؟؟؟؟!!!
البوم من حق الجميع ان يجد الجواب هل بالفعل صندوق التقاعد تعرض للفساد ام هي الحيلة التي ابتدعها خطوط الغرف المغلقة انتخابيا للجلوس على كرسي النقابة مهما كلف الثمن..!!!
اسمعها كل يوم ولا اجد لها جواب لا يمكن ان هكذا عجز في الصندوق ولد يتيما فهل كان هنالك فساد في الاراضي والهواتف والقروض والشركات ( كالقوالب والالبسة ) والاسهم والتعيينات !!!
قناعتي تقول أن من كان جزء من المكشلة لا يمكن ان يكون جزء من الحل وللاسف ما زالت المشكلة والحل بعهدة من لا يبحثون عن فتح الملفات بصدق لانها لا تخدم مصالحهم او تحالفاتهم ..
اختمها بقول مشهور نحتاج بعض الجنون في حياتنا.. فالحياة العاقلة مملة أحيانآ..وهذا نقابيا لن يتحقق الا بصحوة الهيئة العامة من سباتها ورفض واقعنا المرير لا لشي وانما لنفهم كيف تدار الامور خلف الابواب ومن يدير المشهد من خلف الستار لنعلم ماذا يريد