منذ تسعة شهور تم طرح موضوع تحديث المنظومة السياسية من قبل الملك ، الذي أوضح ان موضوع الإصلاح والتحديث السياسي سيتم بضمانته الشخصية…
*رد الفعل الشعل الشعبي* : انقسم الناس باتجاهين، الاقلية ذهبت إلى التواصل مع اللجنة، الضغط عليها، تقديم المشورة لها، الاهتمام بالالتقاء معها للتحاور. بينما الأغلبية وبدلا من ان نهتم بلب الموضوع، اشبعنا اللجنة سباً وشتما من رئيسها الى كل أعضائها،… وكان اهتمامنا منثبا على إخراج فلان وعلان من اللجنة اكثر من اهتمامنا بمضمون ما تفعله اللجنة…وانتهى الموضوع بتوصيات تبناها الملك، وصاغتها الحكومة بقوانين وتم إقرار الوجبة الأولى منها (التعديلات الدستورية). والباقي على طريق الإقرار. وما زلنا نسب ونشتم اللجنة…
عند بداية عمل لجنة تحديث المنظومة السياسية، بدأت التسريبات حول قانوني الانتخاب والاحزاب… ومنذ البداية كان واضحا ان التوجه يسير نحو حياة حزبية…
*رد الفعل الشعبي:* انقسم باتجاهين، الاقلية ذهبت باتجاه العمل، وتشكيل الأحزاب (كل حسب قدرته)،… والاتجاه الثاني بدأ معاركه حول الهوية الجامعة والوطنية والاردنية والشاملة والمجزأة، والأردنيات، والامن، وسيداو (التي تم توقيعها عام 1980)، والجغرافيا، والديموغرافيا، والمثليين، وموقف العالم من كورونا،… الخ… وفي الاثناء لم ننسى ان نشبع الجميع سبأ وشتما وخوينا وتثبيطا …
النتيجة بدأت تظهر، الأحزاب التي بدأ العمل عليها منذ سبعة شهور تم ترخيص خمسة منها، والباقي 17 حزب على الطريق…
*رد الفعل الشعبي:* الاقلية ذهبت باتجاه التواصل مع الأحزاب الموجودة، وتلك التي قيد الانشاء للمشاركة في العمل السياسي. الأغلبية بدأت بسب الأحزاب، وشتم المؤسسين، ومن رخص لهم، ومن انضم إليهم،… واعلان عدم جدوى الأحزاب ، وانها لا تصلح لنا، وسب الحزب “الحاكم” وتخوينه ، والطعن بالبقية ، فهذا حزب صغير، وذلك الحزب قصير، وهذا محسوب، وهذا فتافيت، وذلك لا فائدة منه….
احتراف العجز والسلبية ليس طبعا من الطبائع الجينية، ولكنه نتيجة جهود سلبية هائلة تم بذلها للمحافظة على البقاء في ساحة الكلام… وعدم الاقتراب الى ساحة العمل…
فالشكوى ، والتظلم، ولعب دور الضحية، اريح بكثير من العمل… والكلام ما عليه جمرك،… يا رب الحكومة تصير تجمرك الكلام…. فلعل وعسى…