صراحة نيوز – بقلم الدكتور مفلح الزيدانين
دعا جلالة الملك مرارا وتكرارا، المواطنين، وطلاب الجامعات للانخراط في الأحزاب ليكونوا جزءاً أساسياً في عملية التحديث السياسي . والانخراط في العمل الحزبي البرامجي يعتمد على خطط استراتيجية لها اهداف وغايات ، ولها برامج وسياسات ، حيث تلعب الاحزاب دورا مهما في منظمومة الفكر الاستراتيجي .
وقد يكون التحدي حول تنفيذ البرامج الحزبية، هو ما تعاني منه الاحزاب من ضائقة مالية أدت الى اصابتها بالعجز والشلل، فالحزب الذي يسعى لتنفيذ اهدافه السياسية وتعبئة المواطنين بأفكاره، يحتاج الى عدة مقومات كي يقوم بالمطلوب في التنمية السياسية .
الحقائق : عند الحديث عن الأحزاب السياسية في الأردن ، وما يجري على الساحه من تأسيس أحزاب ومجريات الاستقطاب والكيفيه التي تقوم عليها، تظهر معنا بعض الحقائق التالية :
ــــ يسعى أصحاب النفوذ والذين يملكون المال أن تكون لهم بصمات واضحه في المشهد السياسي .
ــــ يعود سبب ضعف الأحزاب الى عدم استنادها على قواعد منظومة التخطيط الاستراتيجي للوصول الى الاهداف، عبر استراتيجيات ذات اهداف متوسطة وبعيدة المدى مستندة الى منهج علمي مبرمج لتوعية الناس بدورها الوطني.
ـــ قوى الشد العكسي التي تعرقل قدر الإمكان أية محاولات ناشئة لتشكيل أحزاب.
التحديات: هناك بعض التحديات التي تواجه المواطنين في الانتماء للاحزاب نذكر منها:
ـ بعض للأحزاب الأردنية لاتملك قواعد شعبية تمكّنها من العمل على الدخول في الحياة السياسية بفاعلية عالية.
ـــ ضعف الانتماء للاحزاب رغم وجود قانون ينظم ويحمي كل منتمي للحزب
ويحفظ الحقوق والواجبات لكل مواطن حسب الدستور.
ــــــــ عدم تعديل بعض القوانين والانظمة ، لتشجيع المواطنين على الاشتراك في الاحزاب.
الحـــل من وجهة نظر الكاتب يتمثل بما يلي :
ـــ تعديل جميع القوانين والانظمة والتعليمات ، والتي كانت تحد من المشاركة في الاحزاب السياسية.
ـــ لابد من وجود دور للجان التأسيس تتمثل بالتركيز على شرح قانون الأحزاب بشتى الطرق ، و التركيز على اختيار الاعضاء من ذوي الخبرات و الاختصاص.
ــــــ دور الإعلام في تبديد المخاوف من الانتساب الى الاحزاب .
ــــ تكريس العمل السياسي المبني على التنوع الفكري، من خلال توعية الطلاب في المدارس بموجب خطط لتدعيم الحياة السياسية المرجوة في السنوات المقبلة.
ـــ ايجاد دور فعال لوزارة الأوقاف ، للتركيز على حترام الراي والراي الآخر بكافة معتقداته وآرائه ووجهات نظره .
ــــ إقامة ندوات ودورات تثقيفية وتعليمية وارشادية للآباء والأمهات بهدف توعيتهم بضرورة الحوار والنقاش فيما بينهم من من جهة، وفيما بينهم وبين أطفالهم من جهة أخرى، كي ينشأ الطفل في بيئة من الأخذ والعطاء واسلوب الحوار الفكري.
وفي النهاية: الأوراق النقاشية لجلالة للملك تصلح ان تكون خارطة طريق، بدءا من تشكيل “أحزاب وطنية” ذات برامج عملية، ثم تفعيل مشاركة المواطن بهذه الأحزاب.إن تنفيذ البرامج الحزبية ،تحتاج الى مؤازرة القاعدة الشعبية ، ومن هنا على الاحزاب الا تبالغ في برامجها ، وأن تراعي امكاناتها ، ومدى الاستعداد لدى المواطن للمؤازرة والعمل . إضافة إلى توسيع تمثيل الأحزاب للمجتمع الأردني، وتحفيز المواطنين على تشكيل أحزاب سياسية برامجية، والمشاركة فيها بحرية وفاعلية، وتعزيز الدور السياسي للمرأة والشباب. والاهم من ذلك هو منع التعرض لأي مواطن ، بما في ذلك المساس بحقوقه الدستورية أو القانونية أو مساءلته أو محاسبته، بسبب الانتماء والنشاط الحزبي والسياسي.
الدكتور مفلح الزيدانين السعودي
متخصص في التخطيط الاستراتيجي وادارة الموارد البشرية