أي حرب على وجه الأرض تعني من الوهلة الأولى الدمار والخراب، وسفك الدماء، ورائحة الأشلاء والجثث، ومآسي تبقى في الذاكرة، والرماد الذي يبقى جاثما حتى تحركه رياح البناء والتغيير، والسعي نحو الحياة من جديد. ونحن اليوم نشهد أعتى الحروب وأقساها على المجتمعات والشعوب بفعل المخدرات، وأتباعها من جيش المروجين وصناعها وتجارها ومن يلف لفهم من أتباعها وخدامها، ومن يقعون أسرى في دوائرها، فهذه الحرب الطويلة التي نخوضها منذ سنوات طويلة، تستوجب منا مضاعفة التصدي لها، والدفاع عن المجتمع بكل ما نملك، حتى لا تفتك به هذه الآفة، وتصيب لعنتها عاداتنا وتقاليدنا، وتؤذي أبناءنا في تربيتهم وقيمهم، وعلينا واجب الدفاع والوقوف في وجه شبح المخدرات لأجل المنعة لأنفسنا وتعزيزا لمنعة الوطن بأكمله، فالدولة لم تدخر جهدا في رعاية المدمنين أو من يتعاطوا هذه الآفة القاتلة، ومن إيلاء الرعاية الشاملة لهم في مراكز الإدمان ومعالجتهم، وعمل الكثير من محاضرات التوعية، والحملات التثقيفية المنظمة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني المؤثرة في الحياة العامة، كما أن الدولة ممثلة في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي أولت اهتمامها في المناهج الدراسية والمقررات الجامعية لزيادة الوعي لدى الطلاب، وإدراك مخاطر المخدرات على مؤسساتنا التعليمية، والإعلام الرسمي والخاص عليه مضاعفة حضوره في دعم رسالة الوعي عن المخدرات، ونشر التثقيف من خلال البرامج والندوات، واستثمار الدراما الأردنية في عرض موضوع المخدرات والتصدي لها بمحتوى يصل لكل شرائح المجتمع. لقد حبى الله الوطن قيادة واعية تتلمس الأخطار المحدقة بنا من كل حدب وصوب قبل وقوعها، وحبانا الله بأجهزة أمنية قوية، ورجال يذودون عن الحمى بكل تضحية وإيثار، وهم ينضون تحت لواء أجهزة قوية في الجيش والمخابرات العامة والأمن بكل أذرعه، وجميعها على أعلى مستوى من التعاون والتنسيق لمقارعة كل دخيل يحاول تدنيس الوطن، أو الاقتراب من أمنه، وأمن مواطنيه. وإذا كان صناع الخراب والدمار، من المخدرات والحشيش بكل أنواعها ومسمياتها، مصّرين على إقتحام حدودنا بهذه الآفة القاتلة لتحقيق أهدافهم في خلخلة التماسك المجتمعي في الأردن، وترويع الأفراد والأسر بزيادة حجم الجريمة من قبل المتعاطين(الحشاشين)، فإن أجهزتنا ستخوض حربا لا تهاون فيها، ولن يهدأ رجالها الأشاوس حتى يرتدع الصناّع والمروجين والتجار، ونأمن على أحيائنا، وقرانا، وبوادينا، ومخيماتنا، ومؤسساتنا، وجامعاتنا، وشبابنا في المدارس والجامعات من التعامل مع هذه الآفة الخطيرة. والحمد لله أن جيشنا استطاع أن يحكم السيطرة على الحدود، ومنع تدفق المخدرات، ولم تقصر أجهزتنا في الداخل من إجراءاتها وحملاتها المتكررة، والتي أدعو الله أن لا تتوقف وتستمر في ضبط كل من له علاقة بتدمير البلد، وتدمير الشباب جيل المستقبل، ومحاسبته في ظل القانون، حفاظا على أمننا الوطني، وتعزيزا لأمننا القومي. حمى الله الأردن،