صراحة نيوز – بقلم د حازم قشوع
مازالت القضيه الفلسطنيه تتصدر مسرح الاشتباك الاقليمي والدولي على الرغم من سخونه الاجواء فى منطقه الشرق الاوسط والتى تعيش حاله ” غير امنه وغير مستقره “، وعلى الرغم من اشتداد التجاذبات الاقليميه والدوليه واسقاطاتها على حالة المجتمعات العربيه فى لبنان والعراق الا ان القضيه الفلسطنيه مازالت تتصدر مسرح السياسيه العالميه فى واشنطن وبروكسل .
فما زالت واشنطن تعيش ازمه “اوكراتيا جيت” الضاغطه
على الرئيس دونالد ترامب الذى رهن سياساته تجاه المنطقه لصالح نتنياهو واجندته التى تعمل على مسالة انهاء الصراع بافتعال صراع اقليمي أخر ووفق سياسات تقوم على الاحاديه والاملاء لانهاء كل الملفات الاسرائليه العربيه بفرض واقع يشرعن من قبل البيت الابيض ويجبر الجميع على التعامل مع ما تم رسمه والتعاطي معه باعتباره مسلم ، وهذا برز بوضوح فى قضايا الجولان والقدس والمستوطنات وغزه اضافه الى مسالة حق العوده ، لكن يبدوا ان هذا برنامج بدا فى التقهقر نتيجه غموض مستقبل نتياهو السياسي وانعكاس هذا الغموض على مكانة ترامب الذى بدأ يفكر فى البديل او البدائل .
ومن جهه اخرى قامت بروكسل بارسال رسالة قويه ومباشره ستحمل تاثير فاعل على مسرح الاحداث فى المنطقه ، عندما تم اختيار الاسباتي بوريل خلفا للوزيره الايطاليه موغيريني والذى يصفه السياسيون بالوزير الاشتراكي الصلب وهو صاحب فكره الاعتراف بالدوله الفلسطنيه من قبل الاتحاد الاوروبي وهذا ما سجل “احباط صامت ” على حد وصف
احد الخبراء الاسرائليين لبرنامج نتياهو – ترامب ، هذا اضافه الى رفض بريطانيا استقبال نتياهو ورفض ماكرون وميركل استقباله ايضا وهذا ما يجعله يشكل ثقل على حزبه وعلى اسرائيل وحتى على شريكه ترامب .
وعلى صعيد اخر مازال الموقف الاردنى الثابت على الشرعيه الدوليه والمواقف المركزيه للامه يشكل ذلك الدرع الواقي للقضيه الفلسطنيه من مغبة الاختراق على الرغم من محاولة نتياهو التلويح بضم غور الاردن عبر الاتصال الاخير الذي جرى بينه وبين ترامب ، لكن الاردن قام بالرد من خلال مناورة سيف الكرامه و محاكمه الاسرائيلي المتسلل فى رسالة وصفها بعض المراقبين انها تحمل رسالة استياء عن الطريقه التى تدار فيها الحاله السياسيه تجاه المنطقه.
اذن ، تتوالى الاشتباكات على مسرح الاحداث الاقليميه والدوليه وتتوالى معها تغير مداخل الاشتباك السياسي والدبلوماسي ، فى انتظار ما الذى ستسفر عنه نتائج هذه الدوامه التى تم ادخال المنطقه فى نطاقها ، لكن ما يمكن قراءته ان هنالك احترام اقليمي ودولي كبير للموقف الاردنى الذى بدا يعود ليشكل محور الاتجاه وبوابه الحل ،
د.حازم قشوع