صراحة نيوز – بقلم موسى العدوان
الحماس للعمل سر عظيم من أسرار النجاح. إن الفارق في المهارة القدرة والذكاء بين الناجحين والفاشلين لهو فرق غير كبير. فلو أنك أتيت برجلين تساويا في كل شيء، لوجدت أن ذلك الذي يمتاز بالحماس أقرب إلى بلوغ النجاح من غيره. فالحماس يعني أن تؤمن بعملك وأن تحبه مهما كانت طبيعة ذلك العمل. لقد قال ” إيمرسون ” أحد كبار المفكرين في أمريكا : ” إنه لم يتحقق عمل جليل إلا وكان الحماس يقف خلفه “.
وهذا هو ” توماس أديسون ” كبير المخترعين الأمريكيين، الذي قال له معلمه في مدرسة القرية : ” أنت ولد غبي “، فغضب الولد ورفض أن يعود إلى المدرسة. ولكن أمه التي كانت قبل زواجها مدرّسة، راحت تعيد له الثقة بنفسه، وتعلّمه في بيتها وتشتري له الكتب التي يطلبها، حتى خلقت به حب القراءة والحماس في البحث.
ثم تركته بعد ذلك يبحث عن الحقائق والمعارف، حتى أصبح في النهاية عالما وباحثا في شؤون الكهرباء، مع أنه لم ينهي دراسته الثانوية أو الجامعية. فاخترع المصباح الكهربائي الذي حول الليل إلى نهار، واخترع وسائل الاتصال كالتلفون والتلغراف وآلة التصوير السينمائي.
السيدة ” ماري كوري ” هي عالمة فيزياء وكيمياء، جاءت من بولندا من أسرة فقيرة، واجتازت حدود ألمانيا في عربة قذرة من عربات السكة الحديد في الدرجة الرابعة، حتى وصلت إلى باريس. التقى بها الدكتور ” كوري ” فأعجب بها وباهتمامها وحماسها للعلم، فتزوجها وشجعها على مواصلة البحث حتى قدمت للبشرية ” الراديوم ” الذي يحمل لمرضى السرطان والأورام الخبيثة نعمة الأمل والشفاء. وهي أول امرأة تحصل على جائزة نوبل مرتين.
* * *
التعليق :
لا شك بأن الإخلاص بالعمل والحماس له وإتقانه، هو واجب لكل من يتولى أمانة المسؤولية، وعليه أن يحافظ على تلك الأمانة وأن لا يحولها إلى وسيلة للمكاسب الشخصية، على حساب الشعب والوطن كما نشاهد هذه الأيام في معظم الدول العربية.
الرسول عليه الصلاة والسلام حث على الإخلاص بالعمل بقوله : ” إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه “. وأما نابليون فقد قال : ” لقد وُلدت وخُلقت من أجل العمل، أنني أستطيع أن أرى حدود نظري وحدود قدميّ، ولكنني لا استطيع أن أرى حدود عملي “.
التاريخ : 9 / 7 / 2019