صراحة نيوز – بقلم المهندس مدحت الخطيب
قيل اذا تم كسر قشرة بيضة من الخارج، فإن حياتها قد انتهت، وإذا كُسرت من الداخل، فإن هناك حياة قد بدأت، فالأمور العظيمة دوماً تبدأ في داخلك أنت..
للعمل التطوعي ( النقابي) بهجة يشعر بها كل من ارتبطت معيشتهم بالصدق والأجر من الله وخدمة الزملاء دون مقابل ، فهو كالمطر للارض التي لا تخصب إلا بعد أن تتلقى ما ترسله السماء من أمطار لإحياء الزرع والضرع…
ولأنني من أكثر المهندسين إصراراً على التشبُث بفضيلة (التفاؤل الحذر) ، الذي على ما يبدو لا خيار أفضل منه الآن لمواجهة الواقع (المُزري الذي نعيشه اليوم في كل مناحي الحياة ) والذي أصبح يُحيط بكل مفاصل العمل النقابي والحزبي وحتى الانتخابي
فلن أنساق وراء الإشاعات التي اصبحت للاسف تتناسل بطريقة مقززة لتقول ان مؤامرة خارجية و أيادي خفية و طرف ثالث ،هو من يحرك المشهد، فقد استبدلتها على الاقل نقابيا (مُتَفَائِل) بعبارة “سوس الخشب منه وفيه”..
وفي هذه العبارة أضعف الإيمان فيما يمكن التعبيرُ عنه بخصوص انعدام التجانس التشاركي بين مكونات من يدعون العمل النقابي، فتولد إحساس لدى عامة المهندسين وخصوصا المستقلين منهم، بسيادة روح (المراوغة والتخَّفي) بين الفرقاء انتخابيا ، أهمها ما يُشاع حول صندوق التقاعد ومقترح النسبية والتشريعات والقوانين التي عفَا عليها الزمن ،فسرها البعض انها أجندات لا علاقة لها بالمصلحة العامة ولا تخدم شعارات ومبادئ العمل النقابي ، هذا (التوجُّس) هو حقيقة ما يدور في أذهان الكثير من الزملاء الذين ما فتئت بعض الأبواق المُطبِّلة بلا مُبرِّرات مُقنعة ، تتهِمهُم في ولائهم للنقابة وتُصنِّفهم على أنهم (فلول) او عناصر خاملة او طلاب مناصب ومنافع…
لسنا ضد حدوث الأخطاء الإجرائية العادية والتي هي من صفات محدودية قُدرات البشر ، ولكننا ضد تكرار التجارب المُضنية والشعارات الدعائية البراقة والهتافات الإنصرافية التي لا تُعبِّر عن واقع الحال الذي يعيشهُ العمل النقابي مما يفتح أبواباً للشك والتخوين والتقصير،.
منذ ما يزيد عن 5 سنوات والحديث يتكرر عن صندوق التقاعد وهذا السجال الذي لن ينتهي ،
شخصيا تحدثت وكتبت في ذلك الكثير الكثير حتى وجدت صمت قلمي ولساني متجرا فلزمته..
ما يعنيني اليوم ان يلتف الجميع حول النقابة وان يتم التعاطي مع المقترح الذي تقدم به المجلس بروح المسؤولية وتنفيذ التدابير الحكيمة المطلوبة لهذا الغرض على النحو الذي يضمن ديمومة الصندوق واستمراره وان نبتعد عن الخطابات الرنانة والانتقادات المبرمجة ..
حمى الله وطننا ونقابتنا من عبث العابثين فلن يمل لساني وانا اكرر ما زال على أرض نقابتنا ما يستحق العمل والبناء والإنجاز..