محافظو العاصمة ..لماذا نحب هذا ولا نطيق ذاك؟! ( 1)

10 يونيو 2019
محافظو العاصمة ..لماذا نحب هذا ولا نطيق ذاك؟! ( 1)

صراحة نيوز – كتب عبد الحفيظ الهروط 

بعيداً عن التقسيمات الادارية والمسميات (معالي، عطوفة، سعادة) فإن من المهم ان يكون الحديث عن وزارة الداخلية هو سيادة القانون، وهذه “السيادة” تعني حق المواطن في التعبير بكل حرية، لا مصادرتها.

نعم، الحرية لا تعني الانفلات، ولكنها لا تعني التكميم، وهذا الذي يحدث بكل أسف.

انتقاد الشخصية التنفيذية لا تعني اغتيال شخصيته كما تدعيّ الحكومة، ممثلة بمختلف أجهزتها وهي تمطرنا بـ “الفتاوى”، والخوف على الوطن ليس من الاعتصامات والحراكات السلمية ، فكلّها فوق الارض وتحت الشمس.


اما الخوف على الوطن، فهو
استمرار السياسات التي اوصلته واوصلت المواطن للمديونية والفساد والسطو والانتحار وانتشار المخدرات وتراجع المؤسسات والمجيء بحكومات تأتي بوزراء ومسؤولين على قاعدة المحسوبية والعلاقات الشخصية، او تحت الضغط.


وبعيداً عن هذه الامور التي يعرفها القاصي والداني، فإنني اتناول على وجه السرعة شخصيتين قادتا محافظة العاصمة، كان لي معهما لقاء في مناسبتين، ليس فيهما أمر شخصي.


المحافظ عبدالكريم الملاحمة وقد تولى وزارة التنمية السياسية في مرحلة لاحقة، حضر بنفسه انتخابات البرلمان الشبابي للمجلس الاعلى للشباب وكانت كريمته الطفلة قد خاضت الانتخابات، ولم يحالفها الحظ، فذهبت الى والدها تبكي، وقد طوقته بذراعيها، فخاطبها ضاحكاً ” بابا اذا ابوك محافظ لازم تنجحي ” ؟ّ 


وتابع حديثه لها ” هذه الديمقراطية التي نريدها في العملية الانتخابية وخصوصاً لكم انتم الشباب، الا اذا كنت تريدين التزوير”!
ضحكنا جميعاً، ولفت نظري وانا اشاهد عينيه وقد اتعبهما السهر وأطبق عليهما النعاس، فخاطبته مازحاً دون تكلّف : اعرف يا ابا فراس ان ليلة أمس، عيد رأس السنة، أين قضيم ليلتكم ايها المسؤولون؟


اجابني : أي ليلة، وشكاوى المواطنين تهطل على رؤوسنا حتى ساعات الفجر، لتصرفات “زعران” يزعجون الناس بضجيج سياراتهم ويسيئون لهم، ويثيرون الشغب في المقاهي والنوادي الليلية، وذكر موقفاً يصعب تناوله اعلامياً.


“ابو فراس” خدم في الطفيلة والعقبة ومادبا واربد وفي مواقع كثيرة، كان قريباً من الناس ويشارك الشباب والاندية في انتخاباتهم وندواتهم ومحاضراتهم، وفي الميدان مع المواطنين، ومكتبه مفتوح وصدره واسع، وتلفونه وتلفون مكتبه لا يعطيان خدمة مشغول او ان يرد ” في اجتماع ” وما هو في اجتماع.


..مع شخصية ثانية ان شاء الله

الاخبار العاجلة