صراحة نيوز – بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
العنوان المتناقض ، الجميلة لغته ، المتضاد في كلماته ، مقتبس من حديث لمصور صحفي في قناة العربية الحدث ، الذين التقوا مع ما تبقى من عائلات داعش في منطقة الباغوز آخر معقل لهم في سوريا ، داعش المشؤومة الذِكر ، والنهج ، المصطنعة التشكيل ، لتمتهن التقتيل ، وتسيء ، وتشوه الدين القويم ، طلبت المذيعة من المصور الصحفي ان يلخص تجربته الصحفية مع داعش في جملة واحدة ، حيث قال : عندما تتحدث معهم تشعر للوهلة الأولى أنهم مظلومون ، لكن بعد ان تتكشف لك حقيقتهم وطريقة تفكيرهم ترى انهم مجرمون .
أنا أقول انهم الاثنين معاً ، مظلومون ، لان دولهم لم ترعاهم ، حق الرعاية ، ولَم توفر لهم أسباب العيش الكريم ، وأنهم لم يجربوا العدالة في اوطانهم ، ولم يمارسوا تكافؤ الفرص ، ولم يتولى آبائهم المناصب ليورثوها لهم ، مظلومون ، لانهم الحلقة الأضعف ، التي اخترقها أعداء الأمة للإضرار بها ، لان أرضهم التي يقفون عليها رخوة ، فأصبحوا الخاصرة الضعيفة في اوطانهم ، لانه ليس لديهم ما يخسرونه ، لذلك انجروا ، وانجرفوا ، وانحرفوا ، وإستُغِلوا ، وأسْتَغَلوا فرصة البطش بالأبرياء ، فنحروا ، وقتلوا ، وهتكوا الأعراض ، واستباحوا الحُرمات ، لان ضميرهم ، مات ، وعقيدتهم شُوهت .
كما أقول أنهم مجرمون ، لانهم لم يرعووا ، ولَم يفكروا في أثر أفعالهم على غيرهم ، لانهم نحروا الأبرياء كما تُنحر الشاة ، ولانهم هتكوا أعراض النساء والصبايا اليافعات ، دون ذنب إقترفنه ، ودون خطأ جنينه ، إنهم مجرمون ، قتلة ، سفاحون ، منحرفون ، لا دين لهم ، ولا قيم لديهم ، ولا يتصفون بالحد الأدنى مما يتصف به الانسان .
والسؤال الأهم هنا : على من تقع مسؤولية إنحرافهم يا ترى !!؟؟ برأيي المتواضع ان المسؤولية هنا تأتي على شكل حلقات متدرجة ، فالمسؤولية الاولى على الأهل والوالدين تحديداً ، لانهم لم يقوموا بواجب التربية السليمة الصحيحة لابنائهم ، ولَم يراقبوا تصرفاتهم ، وغفلوا عن التعرف على مصادر معرفتهم ، وكيفية اختيار صداقاتهم ، ففي هذه الأيام ، ليس البيت وحده من يقوم بتنشئة الابناء ، فالشارع يشارك ، والزملاء والأصحاب لهم دور ، والاهم والأخطر وسائل التواصل الاجتماعي العابرة للحدود ، فقد يظن الأهل ان وجود ابنائهم في غرفهم ، يكونون في أمان ، لا يعرفون ان أجسادهم في الغرف ، بينما يجوبون العالم في تواصلهم .
والمسؤولية الثانية تقع على الوطن ، الذي حرمهم من الكثير ، ولَم يرتقِ في المناهج ، وتوفير فرص العمل للحصول على العيش الكريم وبناء المستقبل ، وعليه يسهل عليهم الانحراف لانهم ليس لديهم ما يخسرونه ، ووفروا تربة خصبة للانحراف ، وهذا هيأ البيئة للأعداء الخارجيين ، الذين لا يريدون الخير لهذه الاوطان ، فبمجرد الحصول على اي كسبٍ مادي ، يكون جاهزاً ومستعداً للانخراط في صفوف الإرهابيين ، ويصبحون خلايا ” مُتَرَقِبة ” و ” متربصة ” للأنقضاض حين تصدر الأوامر ، وليسوا خلايا ” نائمة ” كما تسميهم الجهات الرسمية ، لانهم جاهزون ، مستعدون ، متحفزون ، متربصون ، للانقضاض ، لينقضوا غزل الوطن .