صراحة نيوز – بقلم : عوض ضيف الله الملاحمه
أُقسم لكم ، أنني عندما قرأت في صحيفة الرأي قبل أيام ان ترخيص مطار العقبة لم يُجدد منذ ستة أشهر ، إحمرّ وجهي خجلاً ، من وقع الخبر ، لدرجة انني شعرت بانني المُقصِّر في ذلك ، وإنني لست أميناً على مقدرات الوطن . وعندما قرأت عنوان الخبر في اليوم التالي ، والذي يُنفى فيه خبر الأمس ، وكانت التفاصيل محصورة في تأنيب جريدة الرأي ، وعدم مصداقيتها ، وعدم حصولها على المعلومة من مصادرها .. الخ الى ان وصلت الى آخر الخبر الذي يؤكد فيه المسؤول على ان المطار مُرخص ، وصدر ترخيصه اليوم (الأربعاء الماضي ) ، زاد إحمرار وجهي خجلاً ، وأسفاً ، وإستهجاناً ، لهذا التصريح ، الذي أكد على ان المطار لم يرخص لستة أشهر ، وانه تم تجديد الترخيص على عجل وبأوامر عسكرية في ذات يوم التصريح .
ما هذا الإستغفال للناس !؟ ما هذه السطحية في إدارة ادارات الدولة الاردنية ، ما هذه السذاجة ، التي ثبتت الخبر ، ولَم تنفهِ !؟ والكارثة الساحقة الماحقة ، التي كذبت التصريح ، دائرة الطيران المدني ، حيث أكدت ان المطار لم تكتمل إجراءات ترخيصه ، لوجود متطلبات متعلقة بالسلامة وغيرها ، وانه تم إصدار تصريح لمدة شهرين ليستكمل المطار شروط الترخيص .. الخ .
الاْردن لم يَعد دولة ، فيها مؤسسات ، تُنجِز أعمالها ، الاْردن الحبيب ، مع كل أسف طال الفساد ، وسوء الادارة كل مفاصل الدولة ، لا بل عشعش في كل دائرة .
ما أودّ الإشارة اليه ، ان الموضوع يتعلق بمتطلبات السلامة في مطاااااار ، نعم مطااااار ، وليس مجمع سفريات . ما هذا الخزي !؟ ما هذا العار !؟ ما هذا التردي بالانتماء والعطاء للوطن !؟
إدارة الدولة الاردنية ، إحترفت سوء الإدارة ، المسؤول لم يتجرد من الانتماء لوطنه فقط ، بل تجرد من القيم الانسانية والاخلاق . أرى ان نستغل مثل هذه الفضائح المُعيبة ، بجلب ايرادات لخزينة الدولة ، وذلك بتكليف سفاراتنا في الخارج بان ينشروا إعلانات تحث الدارسين الأكاديميين ان يحضروا الى الاْردن لوجود أمثلة كثيرة على سوء الادارة وتأخذ الاْردن ك ( case study )، صدقوني سيأتينا آلاف مؤلفة ، وسيمكثوا لسنوات ، حتى يتمكنوا من فكفكة تشابك الاحتراف في سوء الادارة .
تدرون ماهي النواقص في مطار العقبة ، والتي أدت الى عدم ترخيصة ، النواقص في السلامة العامة !؟ يعني ان النواقص في كل شيء ، الإقلاع ، الهبوط ، توجيه الطائرات ، التشييك على الطائرات وجاهزيتها للإقلاع ( check list )، الاصطفاف ، عمل البرج للتواصل والتوجيه ، عمل ال (lineman) ، أجهزة الإطفاء والإسعاف ، محطة الأرصاد الجوية ، ماذا بقي !!؟؟ بسبب سوء الادارة والإهمال تحول المطار الذي يفتقر الى كل المتطلبات الضرورية ، الى مجمع سفريات ، لكن للإنصاف اعتقد ان النشامى والحمد لله مهتمون في فخامة ونظافة مكاتبهم ، وتوفير مستلزمات البوفيه .
الله عليك يا وطن ، وقلبي عليك يا وطن ، أإلى هذا الحد من السقوط وصلت !؟ أإلى هذا الحد من الهوان ترديت !؟ مما يؤلم ان الانحدار طال كل شيء ، وبتسارع مذهل . لقد نجح الفاسدون العملاء في تدميرك ، وأصبحت جاهزاً للإجهاز عليك من قبل كل الاعداء الذين يتربصون بك الدوائر ، ولا يجوز على الميت الا الرحمة .
سيحتضنك الشرفاء يا وطننا الغالي وسيموتون معك وفيك ، لانه لا ملتجأ ولا وطن لهم إلا أنت ، يامن كنت شامخاً ، عزيزاً بين الاوطان ، يامن كان يُقتدى ، ويحتذى بك ، أما من أفقدوك عزتك ، وشموخك ، وهيبتك ، سَيفِرون مثل الجرذان المذعورة ، بجوازاتهم الأجنبية ، وحساباتهم في بنوك سويسرا ، التي يحق لها ان لا تفصح عن حسابات عصابات السارقين ، متخمة بثمن مقدراتك التي سلبوها وباعوها بأرخص الأثمان ( لأنها بَيعِتْ مِقْفِي ) .
وسيحتجب دحنونك المخضب بدماء الشهداء ، والاشقياء ، والبسطاء ، والحراثين ، والرعاة ، ومن توشحوا بتاج فخار الجندية ، ووجوههم بيضاء شريفة ، وستتشح وجوه كل الذين خانوك بالسواد ، لحين لقاء رب العباد ، يوم الميعاد ، ليصطلوا بجمر جهنم الوقاد .