صراحة نيوز – بقلم عوض ضيف الله الملاحمه
وصلني قبل أيام ( ٩ ) مقولات لعدد من كبار المسؤولين الصهاينة الغاصبين ، المُحتلين ، سَارقي الأوطان . وأرى انه من الضروري جداً ان اذكرها نصاً مع إسم القائل ( إذا صَحّتْ ) : ١) رئيس وزراء الكيان / بنيامين نتن ياهو يقول :- (( سأجتهد الى ان تبلغ اسرائيل عيدها المائه لكن هذا ليس بديهياً ، فالتاريخ يُعلمنا انه لم تعمر دولة للشعب اليهودي اكثر من ثمانين سنة وهي دولة الحشمونائيم )) . ٢) رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي / أفراييم هليفي يقول : – (( نحن على ابواب كارثة ، إنه ظلام ما قبل الهاوية )) . ٣) من كتاب مذكرات صحافي عبري الذي صدر عام ٢٠١٤ / يارون لندن يقول :- (( إنني أعِدُ نفسي لمحادثة مع حفيدي لأقول له ان نسبة بقائنا في هذه الدولة لن يتعدى ٥٠٪ . ولمن يُغضبهم قولي هذا فانني اقول لهم ان نسبة ٥٠٪ تعتبر جيدة لأن الحقيقة أصعب من ذلك )). ٤ ) الباحث والمحلل السياسي / أمنون أبراموفيتش يقول :- (( إن أخطر ملف تواجهه إسرائيل هو ليس ملفات فساد نتنياهو وإنما الأخطر منها هو ملف خراب اسرائيل الثالث )). ٥) المحلل العسكري في القناة العبرية الثانية / روني دانييل يقول :- (( أنا غير مطمئن ان اولادي سيكون لهم مستقبل في هذه الدولة ، ولا أظن انهم سيبقون في هذه البلاد )) . ٦) المؤرخ الإسرائيلي / بيني موريس يقول :- (( خلال سنوات سينتصر العرب والمسلمون ويكون اليهود أقلية في هذه الأرض إما مُطارَده او مقتوله وصاحب الحظ هو من يستطيع الهرب الى امريكا او اوروبا )) . ٧) رئيس جهاز الشاباك السابق / كارمي غيلون يقول :- (( إن استمرار السياسات المتطرفة ضد المسجد الأقصى ستقود الى حرب يأجوج ومأجوج ضد الشعب اليهودي وستقود الى خراب إسرائيل )) . ٨) رئيس جهاز الشاباك السابق في مقالة له / يوفال ديسكين يقول :- (( لا أدري هل هي نهاية البداية ام بداية النهاية ، نحن ليس فقط فاسدون بل نحن مُعفنون )) . ٩) رئيس جهاز الموساد العاشر / مئير داغان يقول :- (( إنني أشعر بخطر على ضياع الحلم الصهيوني )) .
إذا صَحَّت هذه المقولات المُقتضبة المُختصرة ، فهذا يدل دلالة قاطعة واكيدة على ان كبار مسؤولي الكيان مهزومون ، في دواخلهم هزائم شنيعة فضيعة ، ويأتي هذا اليأس والإنهزامية وهم في أوج انتصاراتهم وقوتهم والتسارع الكبير في تنفيذ مخططاتهم الصهيونية الخبيثة دون عوائق وعقبات . تصوروا عندما يقول نتنياهو بانه سيجتهد حتى يكمل الكيان مئة عام ؟؟ وهو اكثرهم تفاؤلاً ، وآخرون يتوقعون انتصارنا خلال سنوات . بعبارة اخرى هذا يعني ان الكيان مهزوز ، وان الأفق أمامه مسدود ، وان النهاية قريبة ان شاء الله .
لاحظوا معي المواقع والمناصب الهامة التي يشغلها هؤلاء الصهاينة . كما أود ان تلاحظوا معي تنوع المناصب وخطورتها . راجياً من القراء الكرام الأخذ بالاعتبار ان آرائهم ليست وجهات نظر لصهاينة عاديين ، وانما لمسؤولين في قمة هرم السلطة السياسية والامنية والفكرية . أؤكد ثانية : إذا صَحَّتْ هذه المقولات الهامة والخطيرة ، فان مصير هذا الكيان الى زوال . آملاً لو ان جهات عربية ووطنية تتأكد من صِحتها بداية ، ثم تذهب الى تحليل الشخصيات وسبر اغوار النصوص والخروج بالاستنتاجات اللازمة .
بمناسبة تهديد العدو الصهيوني لضم الاغوار الفلسطينية ، ومناطق من الضفة الغربية خلال الايام القليلة القادمة ، اود ان اطلعكم على بعض العبارات التي نشرها / آفي شلايم ، وهو مؤرخ يهودي عراقي يحمل الجنسيتين البريطانية والإسرائيلية ، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة اكسفورد ، وأحد المؤرخين الجدد في صحيفة الغارديان ، يوم ٢٠٢٠/٦/٢٣ ، حيث فتح شلايم ملف وعد بلفور من جديد ، بمناسبة الخطة الاسرائيلية لضم الاغوار الفلسطينية ،(( وطالب الحكومة البريطانية بتصحيح الخطأ التاريخي لوعد بلفور ، متسائلاً : فهل تفعل !؟ حيث سمى مخطط الضم ( بالسطو ) . وقال : اذا كان هناك وقت لإعادة البحث في الميراث والمسؤوليات الاستعمارية ، فالآن هو الوقت المناسب ، وسرقة فلسطين من الفلسطينيين جزء من هذا الإرث )) . هل لاحظتم هذا الكلام الهام والخطير من مؤرخ صهيوني !؟ وتزامن مع كلامه الخطير توقيع ( ١٣٠ ) نائباً في البرلمان البريطاني على خطاب مفتوح يطالبون فيه جونسون بفرض عقوبات اقتصادية على اسرائيل … الخ . هل تأملتم أقواله ، وأهمية ان تصدر عن شخص بموقعة ؟؟ وها قد اعلن رئيس الوزراء بان بريطانيا لن تعترف الا بحدود عام ١٩٦٧ .
أرى ان الكيان الصهيوني، قد بدأ يتزعزع ، ويتضعضع داخلياً ، لكن ليس لدرجة السقوط في الوقت الحالي ، لانه يقع في أخطاء خطيرة وقاتلة ، مثل : إستغلالهم الضعف العربي والتمدد والضغط اكثر من اللازم ، لان من الحصافة ان تقيس مدى تمكنك من صلابة وصحة الارض التي تقف عليها قبل التمدد المُفرط المُنفلت إستغلالاً لضعف الموقف العربي . والمقتل الثاني يتمثل في إنقسام المجتمع الصهيوني ، الذي من اسبابه عدم الانسجام الذي يصل حد التنافر .
التمدد أكثر من اللازم يُضعف التركيز ، ويُشتت الإهتمام ، والتزمت والتعصب يُذهب العقل ، ويُبعد التفكير السليم . انا على قناعة بان بذور فناء الحركة الصهيونية تكمن في ذاتها . وددت طرح هذه الأقوال للتفكر فيها على صعيد الاشخاص والجهات الرسمية المسؤولة . ألا يفترض ان تدفعنا لتدارسها ، وان ندعم فلسطينيي الداخل الابطال لتفعيل المقاومة باشعال إنتفاضة جديدة لتعزيز وتركيز هذه المفاهيم الإنهزامية لدى المستوطنين قبل الساسة والمفكرين والمسؤولين !؟ باستهداف المسؤولين والمستوطنين والتجمعات بعمليات انتقامية فردية . الانتفاضة هي الوسيلة الوحيدة الممكنة والمتاحة الان لتجعل العدو يدفع كلفة باهظة للاحتلال ، حيث سيؤدي ذلك الى بث الرعب والخوف في نفوس المستوطنين ، مما يزيد من اعداد الهجرة المعاكسة ليعودوا من حيث أتوا ، كما انها تُرهق جيش العدو ومؤسساته الامنية التي ستبقى في حالة استنفار دائم . الكيان الى زوال ، لكن علينا ان نعقل ثم نتوكل على الواحد الأحد .
وقبل أن أختم ، وجدت من الضروري ان أُطلعكم على ترجمة النشيدالقومي للكيان الصهيوني نصاً:- (( طالما تكمن في القلب نفس يهودية / تتوق للأمام نحو الشرق / أملنا لم يُصنع بعد / حُلم الف عام على ارضنا / أرض صهيون واورشليم / ليرتعد من هو عدو لنا / ليرتعد كل سكان ( مصر وكنعان ) / ليرتعد سكان (بابل ) / ليخيم على سمائهم الذعر والرعب منا / حين نغرس رماحنا في صدورهم / ونرى دماءهم تُراق / ورؤوسهم مقطوعة / وعندئذ نكون شعب الله المختار حيث اراد الله )) . لا اعتقد ان عربياً يقرأ نشيد الكيان المسخ ولا يغلي الدم في عروقه .
فيما لو صَحَّت المقولات المذكورة نصاً اعلاه فهذا دليل قاطع واكيد ان هذا الكيان المسخ المصطنع سيؤول الى زوال ان شاء الله . وانا شخصياً واثق من ذلك ، لِثلاثة حقائق مُطلقة ، وهي : أولاً :- ان تاريخ الأمم يتقلب بين إزدهار وإنكسار . وثانياً :- أن شعب الجبارين لن يستكن . وثالثاً :- أركُنُ الى الوعد الإلهي المطلق ، الذي سيتحقق بإذن واحدٍ أحد .