صراحة نيوز – بقلم المهندس بهجت الرواشدة
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي بأنواعها (تويتر، فيسبوك، واتساب) ساحة تنتقل إليها المنازعات وتصفية الحسابات الشخصية بين الناس، ولم يعد غريباً أن نرى الشتائم والعبارات المسيئة والقذف متداولة بينهم وبمختلف الفئات العمرية .
حملات التشويه المتواصلة والتي تستهدف رموز وطنية اردنيه من يقف وراءها ؟؟ وما الهدف ؟؟ وما هو السر وراء ذلك
من المستفيد ؟؟ ولاجندة من تعمل هذه الجهات المجهولة والتي تتستر خلف أسماء وهمية؟ ولماذا تتجدد موجة الشائعات الان وفي هذا الظرف الحساس ؟ وان كان ما يدعوه صحيحا … لماذا لا يعلنوا عن انفسهم ؟؟ اليس من الغريب أن يتم استهداف قيادات تمثل تقريبا معظم
هذه الأسئلة وغيرها باتت تشغل بال الشارع الاردني,حيث تشهد الساحة الاردنيه منذ سنوات “وقد تكثفت موخرا” ظاهرة ارتبطت بقيام جهات مجهولة بتمرير بعض
المستندات والتقارير والفيديوهات تستهدف شخصيات وطنية ومؤسسات واحزاب سياسية حيث تتهم عادة هذه الجهات اطراف اردنيه بالتورط بالفساد وسوء استخدام السلطة , حيث أن طريقة توجيه التهم تكاد ان تكون متشابهة بالاسلوب والوسائل , وقد جرت العادة بادعاء تلك الجهات بانها
اثباتات على تورط جهات وشخصيات وطنية بالفساد , وعدد من الاتهامات لا حصر لها. ان مثل هذه الظاهرة لم تقتصر على الشان الاردني , حيث عرفت الشعوب عبر التاريخ ظواهر شبيهة حيث اطلق عليها الشائعات وقد اطلقت حركات التحرر في العالم على هذه الممارسات والجهات التي تروج
مثل هذه الشائعات بمصطلح الطابور الخامس
وهو مصطلح يستخدم في الادبيات السياسية وهو يطلق على المرتزقة ومثيري الفتن حيث يقوموا بذلك من أجل خلق
حالة من الاضطرابات والتشكيك ومحاولة النيل من القامات الوطنية والتي من شأنها ان تخلق حالة من القلاقل والارباك بين صفوف الشعب الواحد
, وغالبا ما يكون الهدف منها المس بالشخصية المستهدفة لزعزعة ايمان المواطنين التي يمثلها. وعادة يقوم اعداء النجاح بتوفير الامكانيات اللازمة لاطلاق مثل تلك الحملات التشويهية مستهدفين بذلك النيل من سمعة وعزيمة بعض الرموز الوطنية من أجل اعاقة قدراتهم على الاستمرار
بالدفاع عن حقوق الوطن , وبذلك يكون قد انتصر اعداء النجاح بتحييد الاشخاص المؤثرين في الساحة . ويستند اعداء النجاح على تكتيكات واستراتيجيات لتحقيق ذلك منها , ما يطلق عليه في علوم السياسة:
اغتيال الشخصيه وهي عملية متعمدة ومستمرة تهدف لتدمير مصداقية وسمعة شخص أو مؤسسة أو منظمة أو مجموعة او شركه او رمز من رموز البلد. ويستخدم وكلاء أو عملاء اغتيال الشخصية المستهدفة لتحقيق أهدافهم، العديد من الطرق مثل رفع الاتهامات الكاذبة، وزرع الشائعات وتعزيزها،
والتلاعب بالمعلومات ,وهي محاولة لتشويه سمعة الشخص. وقد تنطوي على المبالغة أو التضليل او استخدام أنصاف الحقائق أو التلاعب بالحقائق لتقديم صورة غير صحيحة عن الشخص المستهدف. والتي غالبا ما يستخدم فيها
“تكتيكات تشويه السمعة”
بحيث توجه الهجمات الشخصية ضد شخصية عامة بهدف تثبيط الناس عن الإيمان بالشخص المستهدف بما يمثله في المجتمع وبالتالي النيل من شخصيته.
وقد واجه العديد من الشخصيات والرموز الوطنيه العديد من حملات التشويه خلال الفترة الماضية
ان حملات التشويه والتشكيك والتخوين التي تشنها الاطراف المجهولة التي تستهدف الشخصيات والرموز الوطنية , هدفها الرئيس بث روح اليأس
والاحباط لدى الشعب , وتشكيكه بكل ما هو قائم من قيم ورموز وقامات وطنية , الهدف منها تشويه صورة الشعبب لاشغاله بقضايا ثانويه بعيدا عن القضايا العامه
ان التصدي لمحاولات التشويه والتضليل والتشكيك يتطلب توخي الدقة والموضوعية من قبل ناشطي التواصل الاجتماعي قبل نشر الاخبار خاصة تلك التي
لا تستند لمصادر موثوقة وتفتقر للادلة والبراهين .
وهي دعوة مفتوحة لكافة النشطاء والكتاب الوطنين والاقلام الشريفة للتصدي لتلك الحملات , فلا نعلم من عليه الدور غدا .
وختاما .. فان كل محاولات الكيد والتضليل والاكاذيب التي يتم ترويجها للنيل من شخصيات ورموز وجهات وطنية
مصداقا لقوله تعالي
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ.